بغداد: شيماء رشيد 

دعا سياسيون وخبراء إلى توقيع اتفاقيات ستراتيجية شاملة مع تركيا، وبينما أكدوا أنَّ خطوة نقل ملفِّ المياه إلى الجانب السيادي لا الفني "خطوة صحيحة وضروريَّة"، إلا أنهم طالبوا بتحديد خطوط تفصيلية لملف المياه بين البلدين وخصوصاً بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا.

عضو مجلس النواب عن لجنة الزراعة النيابية، رفيق الصالحي، قال في حديث لـ"الصباح": إنَّ "الاتفاق الذي جرى خلال زيارة السوداني مع الجانب التركي من ناحية الأمور الاقتصادية بين البلدين شيء مهم للغاية، فمن الضروري تعزيز التعاون مع الدول المحيطة بالعراق، وكان من أهم هذه الاتفاقات هو زيادة الإطلاقات المائية لنهر دجلة لمدة شهر". 

وأضاف أنَّ "حجم الجفاف الذي يمر بالبلاد وحلول موسم الصيف، يوجب على الوزارات المختصة بهذا الملف أن تواصل الزيارات لتركيا لزيادة الحصص المائية وزيادة الإطلاقات نحو دجلة والفرات"، موضحاً أنَّ "مدة شهر لا تكفي وكان المفترض أن تكون هناك اتفاقات وتواقيع رسمية بين البلدين ومن خلالها يتم الاتفاق على الوضع الاقتصادي والستراتيجي والسياسي والحدود والتجاوزات بين البلدين". 

وتابع، "توجد هناك الكثير من النقاط التي كان ينبغي التطرق لها مع الأتراك، منها دخول الحدود العراقية ودخول الأراضي العراقية، وهناك قواعد تركية تجاوزت على الأراضي في الموصل وغيرها، لذلك يجب أن يكون هناك اتفاق رسمي وستراتيجي بين البلدين". 

بدوره، بين الخبير المائي والزراعي، تحسين الموسوي، في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "مخزون المياه لدينا استنفد ونحن نتكلم عن خزين بحدود 7.5 مليارات متر مكعب، واستهلاكنا الشهري يصل إلى 1.5 مليار متر مكعب"، موضحاً أنَّ تحديد الإطلاق بشهر لم يُرضِ التوقعات والآمال". وبين أنه "لم يتم تحديد كمية الإطلاقات في هذا الشهر، خصوصاً أننا سنواجه موسماً صيفياً قاسياً"، مرجحاً أنَّ "ظاهرة التصحر ستزداد وستكون أكبر لاسيما أننا نمر بمرحلة حرجة وبهذه الأحوال سوف تزداد الهجرة". 

وأضاف الموسوي، "أننا نحتاج للذهاب إلى البدائل بالاستخدامات من تحلية مياه البحر واستخدام تقنيات الري الحديثة والذهاب إلى تدوير المياه والابتعاد عن زراعة المحاصيل الستراتيجية والابتعاد عن البحيرات الطينية"، مؤكداً أنَّ "الوضع المائي حرج جداً"، ونوّه بأنَّ نقل ملف المياه إلى الشق السيادي لا الفني "خطوة صحيحة جداً، ويجب أن يكون الملف بيد أعلى سلطة".

وبين أنه "في مؤتمر المناخ الأخير صرحت رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) أنَّ البلد يحتاج إلى مساعدة جيرانه من دول المنبع بل يحتاج إلى مساعدة المجتمع الدولي، لأنَّ هناك تعسفاً كبيراً مع العراق بخصوص حصصه المائية"، مشيراً إلى أنَّ "ملف المياه لايزال قًائما ووصل إلى مراحل خطرة وظروف حرجة".

تحرير: محمد الأنصاري