افتتاح الجامع الأزهر

استراحة 2023/03/29
...

 أم عشر: أ ف ب

في اليوم السابع من شهر الرحمة والعتق من النار، وقعت عدة أحداثٍ تاريخيَّة، ومن أهمها افتتاح الجامع الأزهر عام 361 هجرية، وأصبحت القاهرة حاضرة الدولة الفاطمية عام 362 هجرية.

ووفقاً لموقع {تراثيات} فإنه في يوم 7 رمضان سنة 361 هـجرية، أقيمت الصلاة لأول مرة في الجامع الأزهر بالقاهرة، بعد أن استغرق بناؤه عامين.

مسجد رسمي للدولة

بني الأزهر الشريف بعد تأسيس القاهرة عاصمة الدولة الفاطميَّة، وكان غرض تأسيسه هو أنْ يكون مسجداً رسمياً للدولة، وحاز الأزهر سطوة كُبرى في العصر الفاطمي، فقد جاء الفاطميون إلى مصر ومعهم طموح الدولة الكبرى أسسوا القاهرة وفي قلبها الأزهر.

ومع أسرة محمد علي صدر أول قانون نظامي للأزهر سنة 1872 محدداً فيه كيفيَّة الحصول على الشهادة العالميَّة وفي 1930 صدر القانون رقم 49 الذي نظم الدراسة في الأزهر ومعاهده وكلياته. في السابع من رمضان من العام 362 هجرية أصبحت القاهرة هي عاصمة مصر وأكبر وأهم مدنها على الإطلاق.

يعود تاريخ المدينة إلى نشأة مدينة أون الفرعونية أو هليوبوليس عين شمس حالياً، والتي تعدُّ أقدم عواصم العالم القديم، أما القاهرة بطرازها الحالي فيعود تاريخ إنشائها إلى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص عام 641 وإنشائه مدينة الفسطاط، ثم إنشاء العباسيين لمدينة العسكر، وتلاها بناء أحمد بن طولون لمدينة القطائع، ومع دخول الفاطميين مصر بدأ القائد جوهر الصقلي في بناء العاصمة الجديدة للدولة الفاطمية بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وذلك عام 969 ميلادية، وأطلق عليها الخليفة اسم القاهرة.  يبدأ تاريخها حين بعث الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بقائد جيوشه جوهر الصقلي إلى مصر ليستولي على السلطة وينفصل بها عن الدولة العباسية. وصل جوهر في 17 شعبان 358 هـجرية 968 ميلادية، فاتجه في نفس الليلة إلى الصحراء القريبة من تلال المقطم، واختار مكان العاصمة الجديدة ونصب خيامه، وأطلق جوهر على العاصمة الجديدة اسم المنصورية نسبة إلى الخليفة المنصور الفاطمي والد الخليفة المعز، تكريماً لذكراه وظلت تعرف بهذا الاسم حتى وصول الخليفة الذي غير اسمها إلى القاهرة المعزية.

عمارة الجامع الأزهر

استفاد الفاطميون من التراث المعماري المصري، بدءاً من قدماء المصريين واليونان والرومان وحتى العهد القبطي، كما استفادوا من تصاميم فاطميَّة جاءت مع الفاطميين من إفريقية (تونس الحالية)، ويظهر هذا الخليط المعماري في بناء الجامع، الذي أضاف له المماليك والعثمانيون قباباً ومآذن إضافية.

بدأ الجامع بثلاثة أروقة فقط، بمساحة أقل من مساحته الحالية، لكنْ أضيفت إليه أروقة ومدارس، فتوسَّعت مساحته وأصبح شاهداً على تاريخ فن العمارة الإسلاميَّة منذ الفاطميين مروراً بالمماليك والعثمانيين.

وأهمل الأيوبيون السنة الجامع الأزهر، لأنه كان يرمز للشيعة الإسماعيلية "الفاطميين"، لكنْ في عصر المماليك اعتنى السلاطين بالأزهر، وقاموا بتجديده، ورد ما اغتُصب منه، وترميم ما تصدَّع، فعادت إليه الحياة.

وأنشأوا المدارس الملحقة به مثل المدرسة الطيبرسية التي أنشأها الأمير علاء الدين طيبرس، نقيب جيوش الناصر قلاوون، والمدرسة الأقبغاوية التي أنشأها الأمير علاء الدين أقبغا من أمراء السلطان قلاوون أيضاً، وكانتا آية في البهاء المعماري بمحرابٍ مميز، وأنشأت لاحقاً المدرسة الجوهريَّة بواسطة الأمير جوهر خازندار السلطان الأشرف برسباي.  وبنى السلطان قايتباي البابَ الحالي المعروف باسمه، وأقام السلطان قنصوة الغوري المئذنة الأعلى بالجامع على طراز فريد ذي رأسين.

وأضاف عبدالرحمن بن كتخدا رواق القبلة، وباب المزينين (المدخل الرئيس الحالي للجامع)، وباب الصعايدة، وهي أكبر إضافة معمارية جرت للجامع ولا تزال قائمة حتى الآن.


الأزهر.. جامعة وجامع

بدأ الأزهر نشاطه التعليمي مع وظيفته العبادية، فقد أمر الخليفة الفاطمي بتعيين فقهاء للتدريس بالأزهر، وأجرى لهم الرواتب، والسكن، وأوقف السلاطين المماليك أوقافاً ضمنت استمرار الحياة العلمية في الجامعة الأزهرية.

وفي عهد المماليك جرى تدريس المذاهب السنية، بعد أنْ كان المذهب الشيعي هو الذي يُدرَّس في الأزهر في زمن 

الفاطميين.

وكان العلماء يدرسون الفقه وعلوم الكلام واللغة والحديث والمنطق بطريقة منتظمة لها مناهج وسنوات، لكن كان بعض الطلاب ينقطعون عن الدراسة، ثم يعاودون الانتظام.


أول شيخ للأزهر

عرف منصب شيخ الأزهر متأخراً في عهد العثمانيين، بدءاً من الشيخ محمد الخرشي المالكي، الذي توفي (1101هـ – 1690م، وكان للأزهر سابقاً نظار إداريون لرعاية شؤون الجامع والموظفين، بلا دور علمي أو مكانة رمزية خاصة.


الأزهر والقاهرة

أسس جوهر الصقلي وهو قائد فاطمي من أصول يونانية صقلية، مدينة القاهرة لتكون مقراً للخلافة الفاطمية التي جاءت من إفريقية (تونس).

وبعد دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي المدينة أخذت اسمها الحالي، وأصبح جامعها هو جامع القاهرة، قبل أن يتغير لاحقاً إلى الأزهر، تيمناً بفاطمة الزهراء "ع" ابنة النبي محمد "ص".


القاهرة تصبح عاصمة فاطمية

في السابع من رمضان 973 (362 هـ)، صارت القاهرة حاضرة الدولة الفاطمية (العبيدية)، حيث أعلنها الخليفة المعز لدين الله عاصمة لدولته، بعد أن كانت مدينة المهدية هي حاضرة الدولة الفاطمية.

وينسب بناء القاهرة للفاطميين، لكن كثيراً من أحيائها قديم، مثل مدينة أون القديمة، وموقعها حالياً منطقة المطرية وعين شمس شمالي القاهرة، ومدينة بابليون في القاهرة القبطية التي أنشأها الفرعون رمسيس الثاني، وكذلك مدينة الفسطاط التي أنشأها عمرو بن العاص بعد فتح مصر، وصارت عاصمة مصر 

وقتها.

وكذلك وجد في القاهرة قبل الفاطميين مدينة القطائع، وهي المدينة التي أسسها أحمد بن طولون في القرن التاسع الميلادي، لتصبح بذلك ثالث عاصمة إسلامية في مصر بعد الفسطاط والعسكر (التي أنشأها 

العباسيون).