{الفنية} و{الرياضة} مواد مضطهدة ذات أهمية ستراتيجية

العراق 2023/03/29
...

 بغداد: حيدر الجابر


لم تغب عن الذاكرة قاعات المرسم التي يقبل عليها التلاميذ فرحين، وهم يمارسون إحدى أهم المواد التي تنمي الحس الفني لديهم، بينما يرتدي معلم التربية الرياضية الزي الرياضي وهو ينظم الألعاب ويقيم المنافسات الرياضية بين التلاميذ، ومنذ التسعينيات، بدأ النظام التربوي يهمل هاتين المادتين بصفتهما كماليتين، وتم إيلاء الأولوية للمواد العلمية الأخرى.

ودعا الاختصاصي التربوي الأقدم في كلية التربية الرياضية، محمد صدام الربيعي، إلى منح الاهتمام الكافي لمادة التربية الرياضية، وإلى عدم التنازل عن الدرس للمدرسين الآخرين.

وقال الربيعي لـ"الصباح": إن "مادة التربية الرياضية هي درس جاذب، ويجب أن تعطى الاهتمام الكافي بالحرص والجدية، وهذا يعتمد بالدرجة الأساس على مدرس المادة وإدارة المدرسة"، وأضاف أن "بعض المدرسين يهتم بدرسه ولا يمنحه لمدرس آخر لأنه حريص"، وانتقد بعض مدراء المدارس الذين يجبرون مدرس التربية الرياضية على التنازل عن درسه، واصفاً الأمر بالخطأ.

وتابع الربيعي: أن "التربية الرياضية مادة منهجية تم إقرارها من وزارة التربية"، ودعا المدرسين إلى عدم التنازل عنها لأي مدرس آخر، مؤكداً أنه "بوجود الحرص يتم تفعيل تدريس التربية 

الرياضية".

ولا تختلف مادة التربية الفنية عن التربية الرياضية، إذ تفتقد معظم المدارس إلى قاعات خاصة بالمرسم، ويؤكد أستاذ التربية الفنية، مهدي هاشم، لـ"الصباح"، أن "هذه المادة لم تأخذ وضعها الصحيح تماماً في التعليم العام, على الرغم من أنها لا تقل شأناً عن غيرها من المواد"، وأضاف أن "التربية الفنية لها أهدافها ورسالتها التي لا يمكن لأي مادة أخرى أن تقوم بها"، داعياً إلى "توضيح أهمية التربية الفنية وأهدافها وموقعها ضمن المنهج المدرسي في مختلف مراحل التعليم العام".

كما دعا إلى "التأكيد على أهمية التربية الفنية كمقرر دراسي ذي معنى وغير مهمش في مناهج التعليم العام، ولا سيما التعليم الابتدائي"، مؤكداً أن "أهداف التربية الفنية العامة كثيرة ومتنوعة، ومنها الكشف عن الطلاب الموهوبين وتنمية مواهبهم وقدرتهم الفنية المهنية"، إضافة إلى "تنمية الذوق والإحساس الفني عند الطلاب والاستمتاع بالقيم الجمالية، وتنمية روح التعاون والعمل الاجتماعي".

وشدد هاشم على ضرورة "إعادة النظر في إيلاء التربية الفنية مكانتها الضرورية في العملية التعليمية، لما يشكله ذلك من آثار إيجابية في شخصية التلميذ وجعله أنموذجاً إيجابياً في المجتمع".

وتولي وزارة التربية أهمية بالغة لهاتين المادتين، إذ أكد المتحدث باسم الوزارة كريم السيد لـ"الصباح"، أن "مادتي الفنية والرياضة لهما أولوية في خطة الوزارة، لأنهما تتعلقان بالجوانب الإبداعية والخلاقة، التي لها تماس مباشر مع البنية العضلية والذهنية للطالب"، ودعا إلى "عدم التفريق بين هاتين المادتين وعدم استغلالهما من بقية المدرسين، وإلى التعامل معهما بشكل جدي وعدم التفريط بهما"، مؤكداً أن "للمادتين حاجة حقيقية، وليس ترفاً حين تم وضعهما ضمن المناهج".


تحرير: محمد الأنصاري