(6 في 1)

الرياضة 2023/03/30
...

علي حنون

يوماً بعد آخر تأتينا عديد البراهين وجميعها يذهب باتجاه واحد يُلخّص لنا مفهومه أنَّ بين منصات الإعلام الرياضي من يجب عليها تغيير مسارها لتكون حاضنة لمعايير الجودة وتحتضن في طروحاتها رؤى مُغايرة تقترب من المهنيَّة في حال كانت هناك رغبة حقيقية لتصحيح المسار، لأنَّ المُؤشرات السلبية التي كانت ولا تزال حاضرة ومُؤطرة لحلقاتها باتت إحدى الفواصل، التي تُميّز سلوكيات القائمين عليها.. وعندما نتناول هذا الموضوع فإنه لا يعني أننا نقف بالضد من أي زميل بل على العكس نتطلع لأن يكون النجاح رفيق رحلة كل اسم، لأننا نقف على يقين بأنَّ جميع الزملاء يتمتعون بمؤهلات جيدة وهي، وإن تباينت من خلال نضج الطروحات، إلا أننا نراها جلباباً مفصلاً على مقاس الجميع والمشكلة هي فقط أنَّ هناك تشويشاً في الرؤى وسياسة الطرح. 

وهنا، يرصد تناولنا للأمر من قبيل أنَّ هناك عينة من الفعاليات والبرامج لم يعد لها- نظير تناولاتها- قيمة مهنية يُمكن من خلالها الإشارة إليها والإشادة بما تتعاطى من موضوعات سطحية لم يعد يُغلفها الشغف وأصبحت تُوضع، من قبل المعنيين، في خانة السلوكيات غير المعنية بتقويم المسار والتصحيح، الذي يُنشد من قبل آخرين هدفاً لتَسيير البرامج، التي لها مكانتها على طريقها تحقيقاً للشراكة، التي يُعرف بها الإعلام الإيجابي.. وصرنا نرى أنَّ بعض البرامج الرياضية تَعمل على اتباع طريقة هوليوود في صناعة بطل خيالي ليس له أي رصيد حقيقي لتقدمه للجمهور، على أنه العالم الفاهم والصانع للواقع الجديد، وهي بذلك تَسعى لتَسويق من لا يَستحق إلى المشاهدين لغايات (في نفس يعقوب)!.

ومع الأسف، لدينا قائمون على بعض البرامج (يَعشقون) هذا الضرب من السياسة في العمل، فيَعمد، وبأسلوب (مُمنهج) إلى صناعة بطل يَتعكز على قدرات (كارتونية) كل رصيدها يَتمثل بوجود من يسندها في الخلف وأيضاً العلاقات الشخصية، وهي قبل ذلك عملت على تأسيس (كارتلات) مساندة (كروبات) تَدعمها في (الترويج) إعلامياً في طرح وتصدير أفكارها، معتمدة في جهدها على (مناغاة) عاطفة الجمهور، لكسب التأييد وتعبيد سبيل طروحاتها في عملية إظهار (البطل الجديد) على أنه (6 في1) يَستطيع بيُسر تَحديد مواطن الوهن ووضع العلاجات الناجعة، مع أنه لم يَستطع إثبات حضور عملي واحد، حتى أمسى يقين الحال عند جل المتابعين أنَّ هناك خطباً ما في تعاطي بعض المنصات مع واقع الرياضة العراقية عموماً وكرة القدم على وجه الدقة.

حقاً، إنها العلاقات التي (تقتل) كفاءات عديدة بين المحللين والمدربين وتشل حركة أصحاب الرؤى الحقيقيين، الذين لم يعد يعتريهم الطموح لتسويق كفاءاتهم وذهبت بهم قوارب اليأس بعيداً عن شاطئ تطلعاتهم، حتى أخذ الإحباط من جرف اهتمامهم الشيء الكثير.. في النهاية تبقى رسالتنا المُستدامة لبعض الأحبة من الزملاء واضحة وشفافة مُفادها أنَّ (الضمير) هو المؤشر، الذي يَرصد الخط البياني، لموضوعيتك، فاجعله دائماً يرتفع بالحق، ولا (تتوهم) أنَّ المتابع لا يَستطيع قراءة ما بين الغايات الظاهرة.