نهايات غير سعيدة

الرياضة 2023/04/02
...

كاظم الطائي 


شهدت نتائج الكرة العراقية في حقب عديدة نهايات غير سعيدة تركت غصَّة في ذاكرة عشاقها ومع مضي العقود والأجيال لكن تفاصيلها بقيت عالقة في الأذهان  نهائي كأس فلسطين الأولى في بغداد للمنتخبات الوطنية بين منتخبنا ونظيره المصري بداية السبعينيات من القرن المنصرم كان من بين المشاهد المؤلمة في مسار اللعبة آنذاك وخرج الجمهور الغفير الذي شغل الطاقة الاستيعابية الكاملة لملعب الشعب الدولي بحسرة الخسارة الثقيلة لفريقنا أمام شقيقه  تابعت المباراة من خلال شاشة قناة تلفزيون بغداد بصوت المعلق الرائع مؤيد البدري رحمه الله وحزنت للمستوى غير المقنع والنتيجة السلبية لكرتنا في ختام أول نسخة من البطولة العربية تحت مسمى كأس فلسطين وسبق للعراق أن فاز بلقب العرب 3 مرات في الستينات آخرها قبل هذه المباراة في ملعب الكشافة ببغداد في العام 1966 . أجواء اللقاء وتداعياته سأعود لها في وقت آخر إن شاء الله وأمضي بسرد نهايات غير سعيدة لكرتنا والمرحلة لا تتخطى السبعينيات والبطولة التي لا تنسى خليجي الدوحة في العام 1976 أول مشاركة عراقية في هذه المنافسات التي استحوذ عليها المنتخب الكويتي وفرض سطوته على ألقابها منذ النسخة الأولى في البحرين عام 1970 والثانية والثالثة وحينما دخل منتخبنا لأول مرة أجواء البطولة ارتفع الخط البياني للمسابقة وزاد من حجم الإثارة وكانت معظم الترشيحات تميل كفتها لصالح كرتنا وهي تطيح بالمنافسين تباعاً بجملة أهداف وتعادلنا مع الشقيق الكويتي بالنقاط والأهداف حيث كانت الدورات الأولى تعتمد على دوري لمرحلة واحدة وخاض منتخبنا والأزرق الكويتي مباراة فاصلة لم تعهدها النسخ السابقة وحصلت قبلها ظروف غير عادية تدخلت بما آلت إليه نتيجة اللقاء حدثني عنها عدد من نجوم المنتخب في تلك المشاركة أمثال حسن فرحان والراحل كاظم وعل والكابتن رعد حمودي والكابتن فلاح حسن وبقيت المباراة في ذاكرة الناس طويلاً. 

مدرب المنتخب الكويتي زاغالو قال قبل المباراة إنه سيقصُّ أجنحة الفريق العراقي ووضع الخطة المناسبة للفوز في حين انشغل لاعبونا وملاكهم الفني بأمور أخرى وسهر معظمهم احتفاء بخبر تكريمهم ببيوت سكنية في حالة الفوز أو الخسارة وخارت قواهم قبل أن ينبلج صباح اليوم التالي وخسر فريقنا اللقاء التاريخي بأربعة أهداف مقابل هدفين وصال وجال حمد بوحمد وجاسم يعقوب وفيصل الدخيل  وغابت أهداف علي كاظم وفلاح حسن وانطلاقات عادل خضير  وقدم اللاعب أحمد صبحي نفسه بشكل أفضل وسجل هدفي منتخبنا 

والتجربة الثالثة التي شهدت نهاية غير موفقة كانت نهاية السبعينيات 

قبل المشاركة في أولمبياد موسكو 1980 حيث خسر منتخبنا الأولمبي وهو بشحمه ولحمه المنتخب الأول أمام نظيره الكويتي في ملعب الشعب بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين في آخر مباريات التصفيات المؤهلة للأولمبياد لكن الأشقاء انسحبوا من البطولة مع مقاطعة منتخبات أخرى للفعاليات الأولمبية في موسكو ليتسنّى لفريقنا المشاركة في الأولمبياد 

منتصف الثمانينات خسر منتخبنا الشبابي في ملعب الشعب أيضاً نهائي بطولة كأس فلسطين الأولى للشباب أمام نظيره المغربي بثلاثة أهداف لهدف سجله علاء كاظم وأثبت الأشقاء قدراتهم الفنية في الملاعب والتي تواصلت لغاية اليوم وهم يمثلون العرب خير تمثيل في المونديال والملتقيات الدولية

الحديث يطول عن نهايات غير سعيدة لكرتنا في مشاركاتها الدولية بالرغم من تعدد الأوراق الفنية للتشكيلات الوطنية والأولمبية والشبابية آنذاك ووجود خامات لم تتكرر أليس كذلك!