علي عدنان
منذ أن صك اليونانيو هذا المصطلح، (حكم الشعب) والى يومنا هذا استخدم مصطلح الديمقراطية من قبل الجميع تقريباً، حتى أن الطغاة والمستبدين لم يفوتوا الفرصة في استخدامه لتلميع صورهم القميئة.
ولهذا تم تشويه هذا المصطلح كثيرا, فالبعض يتهم الشعب العراقي بأنه ليس مؤهلًا للديمقراطية، وكأن من مارس الديمقراطية في انتخابات الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي على علاتها طبعاً ليس هو الشعب ذاته, وللأسف اليوم عندما تدافع عن الديمقراطية تُتهم بأنك موالٍ لمنظومة الحكم الحالية، على اعتبار أن الديمقراطية هي من جاءت بهم, وصار قطاع كبير من العراقيين ينظرون إلى الديمقراطية على أنها هي سبب الخراب الذي وصل إليه البلد, فهل هذا حقيقة... عندما يقوم أحدنا بجولة تفكير سريعة سيجد أن غالبية بلدان العالم اليوم اتجهت نحو النظم الديمقراطية, ليس ترفاً طبعًا, أو أن الحاكم يرغب في ذلك, لكنها شعوب أدركت أن الطرق غير الديمقراطية ستؤدي إلى كارثة وإن طال الزمن, فعندما نشاهد كيف انهارت واحدة من أقوى دول القرن العشرين، مثل بناء شيد من رمل وأقصد هنا (الاتحاد السوفيتي) ستدرك أهمية الديمقراطية, وهذا العراق فأنا على يقين، لو أن هناك ديمقراطية لما دخل صدام إلى الكويت, ولما وصل البلد إلى ما وصل إليه من حالة محزنة, وهذا ينطبق على كل الدول التي حلت بها الكارثة, نعم قد تكون هناك إنجازات في بلدان ليست ديمقراطية كما فعل هتلر في المانيا، وكما فعل ستالين لكنك في هذه الحالة, ستكون مثل سائق سيارة بلا فرامل ولا مرايا جانبية ستسير عدة كيلومترات, لكنك بالقطع ستنتهي بكارثة لأن أدوات الديمقراطية، وأهمها الرأي الآخر والنقد ستكونان غائبتين، وهي فرامل ومرايا أي دولة تريد أن تكون محترمة.