رؤية كاساس

الرياضة 2023/04/06
...

علي حنون



في غير مرة، وفي غير محطة وقفنا فيها، ذكرنا، بل وأكدنا على أحقية وأهمية، منح الفضاء الكامل بأجوائه الفنية ليكون مساحة مُتاحة لمدرب منتخبنا خيسيوس كاساس، يختار فيها اللاعبين، الذين يجدهم أكثر أهلية ومفصلة قدراتهم - بما يمتلكون من مُؤهلات فنية - على مقاسات خططه التدريبية، التي ينشد فيها أخذ تشكيلة الأسود إلى المكانة المُستحقة ويتطلع عشاقهم لأن يجدوا فيها عناوين لنجاح القائمة الوطنية، وهنا نُعاود التشديد على رؤيتنا هذه لأنها تتناغم مع واقع المنطق وهي محطة  نعتقد، عن يقين، بأنها المحطة، التي ستجلب النجاح لمنتخبنا خاصة مع وجود التوافق في الفلسفة الإستراتيجية التوافقية، التي تجمع بين سياسة الاتحاد العراقي لكرة القدم، وتطلعات المدرب الإسباني، وتُؤشر جملة من المُعطيات على أن خيسوس يستمد من الدعم الكبير له، ولاسيما من رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، العون والطموح في تعبيد طريق المنتخب الوطني بكل سبل التوفيق.

ولعل الذي يقف على فواصل السلوك العام للمدرب المذكور يُدرك جيدا أنه يرغب بتحقيق النجاح مع الأسود، ويرتفع مُؤشر هذا الاعتقاد عندما نرى كيفية تعاطى الإسباني مع الشأن الاجتماعي العراقي ورغبته في التقرب من الجماهير وزياراته إلى الأماكن العامة والتراثية ومعاقل التاريخ، بحثا عن جسور التواصل والانسجام مع المجتمع المحلي، والتي تُوضح أن سلوكه العام هو جزء مهم يبتغي فيه تعضيد موضوع تفاعله مع ملف المنتخب الوطني لأنه يعي أن السير في طريق انسجامه مع الواقع الاجتماعي العراقي يُمكنه من فهم شخصية اللاعب المحلي تحديدا وبالتالي يُحدد له الطريقة المُثلى في التعامل مع شؤونه وشجونه بصورة تُعينه في مهمته، وهي خطوات لم يسر عليها قبله أي مدرب أجنبي وهذا يجعلنا نثق برغبات كاساس، التي يبدو أنها تتعدى حدود الجانب الربحي، لتصل إلى ضفاف تسويق قدراته والسعي، جاهدا، لإثبات صواب نهجه وعبوره بسفينة منتخبنا إلى ساحل الفلاح، من هنا علينا أن نُساند - كل من مكانه - تطلعات المدرب الإسباني، لطالما أتتنا تحركاته بعديد الدلائل، التي تُسند إيجابية عديد المعنيين بأن خيسوس صادق في طروحاته الفنية.

وإذا عدنا إلى اهتمامه وحرصه على منح الفرصة لمن يستحق من اللاعبين، فإننا سنرى ذلك جليا، فهو لا يُعير الاهتمام لما يُقال هنا أو يُطرح هناك ويتعامل مع مهمته باحترافية، إذ نراه جعل بطولة خليجي البصرة 25، التي كسب منتخبنا لقبها، مسرحا لأداء اللاعب المحلي، بينما فتح أبواب المشاركة في مقابلة روسيا الأخيرة أمام عديد الوجوه المحترفة، وبلا ريب واستقراء لطريقته، فإنه سيحرص على (تطعيم) قائمته للمباريات الودية القادمة ببعض الوجوه الأخرى سواء من اللاعبين المحليين أو المُحترفين، لأنه ببساطة يبحث عن التشكيلة الأفضل، التي سيخوض بها الاستحقاقات الرسمية القادمة بعيدا عن الأسماء وعن الأمور التي نتجادل نحن فيها، ذلك أنه مدرب يعنيه بلوغ الغاية الأكبر وهي النجاح، ولإصابة هذا الهدف، فإنه يبحث عن اللاعب الأفضل والأكثر جاهزية والأقرب إلى انسجامه مع رؤى وأفكار الجهاز الفني، وبالنتيجة، فإن النجاح سَيُحسب للكرة العراقية أيضا.