للتصنيف حكاية

الرياضة 2023/04/09
...

كاظم الطائي 

في آخر تصنيف للفيفا احتل منتخبنا الوطني بكرة القدم المركز الـ 67 عالميا متقدما مرتبة واحدة عن ترتيب الشهر المنصرم وجاء سابعا آسيويا وعربيا .

الكرة العراقية تتقدم بخطوات بطيئة جعلتها تراوح في المراكز بين السابع والستين والسبعين في الأشهر الأخيرة من العام الحالي والعام الماضي لكنها اختزلت العديد من المراتب عن مراحل سابقة حلت فيها بالترتيب 139 في تموز 1996 ويبقى المركز 39 في تشرين الأول من العام 2004 هو الأفضل بتاريخها على مر العقود. 

كان المركز المتأخر عالميا هو السبب في منع تواجد أحد لاعبينا في الدوري الإنكليزي بقرار تعسفي بقي شاهدا على موانع صلدة تعد حجر عثرة بطريق رياضيينا في الاحتراف الخارجي فضلا عن دور التصنيف في حينها بإلغاء صفقة تاريخية للاعبينا في الملاعب الكبرى. 

وكانت دائرة الهجرة والإقامة البريطانية رفضت الاستئناف الذي تقدم به نادي مانشستر سيتي من أجل الحصول على رخصة العمل المطلوبة لانضمام لاعبنا نشأت أكرم إلى النادي الإنكليزي. ولم تنجح جهود النادي في إقناع دائرة الهجرة والإقامة البريطانية بتغيير موقفها من الرفض على الرغم من أن المدرب أريكسون ترأس وفداً عالي المستوى من مانشستر سيتي سافر إلى مقر الدائرة في لندن لبحث الأمر. ولم ينفع السجل الدولي للاعبنا نشأت أكرم مع منتخبنا الحاصل على كأس الأمم الآسيوية 2007  ورفضت الهيئة المسؤولة في دائرة الهجرة طلب النادي للسماح للاعب أكرم بتمثيل النادي الإنكليزي وكان مانشستر سيتي قد وافق على انتقال نشأت أكرم من نادي العين بعد أن أبدى مدرب مانشستر سيتي إعجابه الكبير بمستوى اللاعب حين شارك في تدريبات النادي ووصف أريكسون هذا المنع بأنه مفاجأة وخيبة أمل كبيرة، وقال: إنني أتعاطف بشكل كبير مع نشأت فهو لاعب جيد جداً ويملك حصيلة دولية ممتازة. وقال أمين عام اتحاد الكرة أحمد عباس في حينها: إن ''السلطات البريطانية المعنية بمنح إقامة العمل رفضت منح نشأت أكرم الإقامة للالتحاق بفريقه الجديد بسبب القواعد القانونية المتبعة هناك''، إذ إن ''القواعد السائدة التي يسمح بموجبها بمنح الإقامة للاعبين الأجانب تنص على أن يكون ترتيب المنتخبات الوطنية على لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال العامين الأخيرين دون الـ70 وهذا لا يشمل منتخبنا''. وكان مانشستر سيتي  قد أعلن انذاك أنه تعاقد مع أكرم لمدة عامين ونصف العام مقابل 600 ألف دولار•

ومع ذهاب فرصة لعب أحد لاعبينا في البريميير ليغ قبل سنوات، بحجة التصنيف فإن المغترب العراقي زيدان إقبال سنحت له الظروف بأن يرتدي قميص قطب رحى الأندية الإنكليزية مانشستر يونايتد ويحظى بالإعجاب والتقدير من القائمين على الشياطين الحمر الذين أخضعوه لتجارب عديدة بينها اللعب لفريق الرديف والاستعداد لإعارته لناد آخر لغرض التطوير والاستفادة في ظل حاجته لخوض المزيد من المباريات وستكون مشاركته في بطولة كأس العالم للشباب في الأرجنتين العام الحالي بقميص منتخبنا الدليل المقنع على أن المواهب لا يمكن أن تقارن بتصنيف البلدان أو ترتيبها الدولي فكم من جوهرة طلت من نوافذ غير معهودة، أليس كذلك؟.