بغداد: الصباح
احتفلت منظمة بدر أمس السبت، بالذكرى الـ42 لتأسيسها، حيث أقامت احتفالية مركزية بحضور الرئاسات الثلاث ورئيس تحالف الفتح هادي العامري الأمين العام للمنظمة، وأكدت كلمات الحضور على ضرورة الوحدة والتماسك بين أبناء العراق وبناء الدولة بعيداً عن الأخطاء السابقة التي أصابت العملية السياسية.
وقال رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد خلال كلمته في احتفالية بدر: إنه “في مثل هذه المناسبة التي نستعيد معها الذكرى السنوية لتأسيس منظمة بدر، المنظمة التي أسهمت، بجهادها ونضالها ضد الدكتاتورية إلى جنب الفصائل الوطنية والإسلامية الأخرى، من أجل تحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية لشعبنا وبلدنا”.
وأضاف بالقول: “إننا نحيي ونقدر التضحيات الكبيرة التي قدمها مجاهدو المنظمة ومعهم عموم شهداء العراق من أجل الأهداف الوطنية السامية طيلة سنوات الصراع ضد الدكتاتورية، كما ننظر باعتزاز إلى الدور الحيوي للمنظمة في عملية البناء السياسي السلمي للدولة في أعقاب اندحار الدكتاتورية والشروع ببناء دولة
المؤسسات الديمقراطية.»
وأكد رشيد “أهمية الإصلاح ومعالجة مواضع الخلل في العملية السياسية”، وأضاف أن “مواجهة التحديات تتطلب أن لا نتماهل في كل ما ينتظره الشعب من سلطاته المختلفة، وليس لنا سوى تعزيز العمل المشترك وتقريب وجهات النظر إزاء كل ما يمس مصالح البلد وحاجات الشعب”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني: “نجتمعُ اليومَ في ذكرى تأسيسِ حركةٍ وطنيةٍ جهادية، تحملُ معانيَ كبيرة، وقدّمت الكثيرَ من أجلِ خلاصِ الشعبِ العراقي ونهضته، وعملت على نفضِ رمادِ التسلّطِ واستعادةِ المكانةِ التاريخيةِ بين الأمم. وليعودَ العراقُ عزيزاً معافى، رغمَ كلّ الدماءِ التي نَزفت في سبيلِ هذا الهدف”.
وأكد أن “وفاءنا لأولئك الشجعان، نراهُ اليومَ في تعزيزِ قيمةِ العمل، ودحرِ كل الآفاتِ التي تهددُ مجتمعنا. في محاربتنا للفسادِ الإداري والمالي وبلا خطوطٍ حمراء، وجهدنا لتوفيرِ فرصِ الكرامةِ والعمل، وانتشالِ الفقراءِ من أبناءِ هذا الشعب، ومنحهم حقَّ الحياةِ في بلدٍ يليقُ بهم وبتاريخهم، كلُّ هذا هو عينُ ما نفتخرُ به من عملنا ونحن نستذكرُ أولئك المضحّين”.
وشدد بالقول: “لن نتوانى عن المضي في برنامجِنا، التزاماً بمبادئِ الجهادِ والولاءِ للعراقِ والعراقيين، من أجلِ تقديمِ نقلةٍ نوعية، ونتصدى للأزماتِ باقتدارٍ وإصرار، متمسكين بإيمانٍ راسخٍ بحقِّ الشعبِ العراقي في حياةٍ كريمة، وحكومةٍ خدميةٍ ترتقي بنوعيةِ ما تقدمّه للناس”.
كما أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في كلمته خلال الحفل، ضرورة دعم البرنامج الحكومي.
وقال الحلبوسي: “نؤكد ضرورة تنفيذ ورقة الاتفاق السياسي والمضي بدعم الحكومة بتوفير كل المتطلبات التشريعية والقانونية لإنجاح برنامجها الحكومي الذي يتطلع إليه أبناء الشعب العراقي والذي سبق أن صوت مجلس النواب عليه”، وشدد، على “وجوب تعويض عائلات الشهداء وضحايا الإرهاب”.
إلى ذلك، قال رئيس تحالف الفتح الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، خلال كلمته في الاحتفالية: إن «تأسيس منظمة بدر لم يأتِ من فراغ؛ بل شهدَ مخاضاً عسيراً حتى أصبحت بدر على ما هي عليه اليوم»، مبيناً أن «تأسيس الحشد الشعبي بعد فتوى المرجعية الرشيدة أُستِمدَّ من تجربة منظمة بدر في التنظيم والجهاد».
وشدد على «ضرورة محاربة الفساد الذي تغلغل في مؤسسات الدولة وفق خطة علمية مدروسة بعيداً عن التطبيل الإعلامي»، مؤكداً أن «محاربة الفساد من الأبواب المهمة للمصالحة مع الجمهور وفتح الباب مع المرجعية العليا».
من جهته، قال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، في كلمته: إن «الإقليم سيواصل دعم السوداني في إنجاز برنامجه الحكومي، وقد أبلغ كل أصدقائه وشركائه بموقفه هذا»، وبيّن أن «السنوات العشرين الماضية شهدت الكثير من الأخطاء التي يجب أن نصححها معاً، وبهذه الطريقة يمكن علاج تراجع مشاركة الناخبين
في العمليات الانتخابية».
ولفت إلى أن «العراق يواجه العديد من التحديات الجديدة المحلية والإقليمية، لذا من الضروري أن لا نترك المشاكل المعلقة قائمة لكي لا نواجه المشاكل والتحديات الجديدة، ومن التحديات مخاطر التغير المناخي».
في غضون ذلك، هنأ نائب رئيس مجلس النواب د.شاخەوان عبد الله رئيس تحالف الفتح هادي العامري بالذكرى السنوية (42) لتأسيس منظمة بدر، مثمّناً دور المنظمة وما قدمته من أجل الحرية والديمقراطية، وأكد ضرورة التكاتف والتعاون المشترك بين القوى والأحزاب الوطنية لمواجهة التحديات والمضي بالعملية السياسية.