رحيم عزيز رجب
حين تتضارب الأفكار وتتشعب الهموم وتتداخل الحواجز مع بعضها البعض.
يدرك حينها المرء انه على اعتاب هدف يسعى إلى تحقيقه، وطموح مشروع قد تعذر أن يرى النور، لتمتد إلى عقود مضت، وقد أكل الدهرعليها وشرب سنوات عجاف مضت، حتى باتت كورقة خاوية صفراء في كتاب طواه الزمن ليحشر في خانة النسيان.
فاذا ما أعاد بذاكراته لعله يمسك بجذور وتلابيب احلامه وامنياته الضالة تلك في زمن شعاره الديمقراطية والانفتاح.
ليعيد الكرة مرة أخرى كطائر العنقاء محلقا منتفضا مستجمعا قواه المعنوية للانطلاق من خط الشروع في رحلة نحو سماء الطموح وتحقيق الأهداف.
فمتغيراتنا الحياتية تأتي تباعا وأهدافنا تتحرك حسب مقتضيات ومصالح المسؤولين، وما يتلاءم ومصالحهم الحكومية وما تقتضيه لكل عصر، فإذا كانت الموانع بالأمس تحت عنوان الوطن ومسميات ومقتضيات الأهداف الحزبية القومية.
اليوم تكون الموانع تحت أهداف حزبية وفئوية ضيقة، فإذا ما أقدمت على مشروعك الدراسي وأن تحقق حلمك في التواصل التعلمي ونيل الشهادات العليا كهدف مشروع للمواطن، الذي حرم منه بالأمس ليصبح حلما لطالما راوده وفي سعي جاد على تحقيقه.
حتى لتجد تلك المعوقات والعقبات والحواجز. جهزت ونظمت وحيكت وفصلت. لتقف أمام طموحك كسد منيع للوصول إلى ما تصبو اليه. مهما اجتهدت فهي سنت على ظروفك الراهنة، سواء كانت مادية أو معنوية.فبالأمس كانت بحجة الظروف الراهنة التي يمر بها البلاد، والتي أصبحت مزمنة إلى يومنا هذا لترافق سنوات العمر وربما تصل إلى أجل صاحبها ولقاء ربه لترافقه إلى مثواه الأخير. لتجدها اليوم نفسها ربما أضيفت اليها فقرات اكثر تعقيدا، لتعيد إلى أذهانك الأمس القريب، ولكن باختلاف السيناريوهات والأشخاص المتخندقين داخل الأحزاب الفئوية، لتحصر فرص نيل الشهادات العليا حكرا وضمنا على المتحزبين والنواب وجهات خاصة في الجهات التشريعية. وغيرهم لتعود بادراج الخيبة والخذلان وبخفي حنين، لتكون تلك اللوائح والقرارات رصاصة الرحمة على ما تبقى لك من حلم راودك، وعلى أمل ما تبقى من سنوات حياتك تحت عنوان (أهداف غير قابلة للتحقيق)، وماكنت تحسبها لوائح ونظم وقوانين، إنما هي الغاز وطلاسم في زمن الديمقراطية المزيفة وشعار كاذب. إتاحة فرص التعليم للجميع. وفتح المجالات والأبواب على مصراعيها لطالما يتمتع الموظف بكفاءة وقدرة عاليين تمكنه على التواصل الدراسي والعطاء. وتحقيق نتائج علمية وبالتالي انعكاسها الإيجابي على وظيفته كموظف من الجوانب التطويرية. لتلحق مع حلقات سلسلة الأماني الضالة في حلم السكن وأزمته التاريخية وضمان الاستقرار العائلي. وامتلاك موطن قدم وعش الاسرة في وطن الآباء والاجداد وطرد كابوس الإيجار وطمع المؤجرين.. ومجانية التعليم للأجيال القادمة. وتوفير العلاج ومستلزمات الصحة وضمانها في البلاد، وعدم الخوض في مجريات ومتاعب السفر، ورحلة العلاج القاهرة والثقيلة على كاهله. وايجاد وظائف حكومية للخريجين وزجهم في مشاريع استثمارية تغزو البلاد.
والاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية وتطوير الصناعة على أسس علمية رصينة في وطن بزخر بالموارد الطبيعية والطاقات البشرية.