التشكيلة المثالية.. وإشكالية الذائقة

الرياضة 2023/04/10
...

علي رياح



لا خلاف على أن كرة القدم رياضة تمنح ممارسها فضلاً عن المتابع لها فضاءً مفتوحاً من الانطباعات التي تشكل بمجملها مساحة واسعة من الذائقة الشخصية، خصوصاً حين يجري البحث عن الأفضل والأروع والأجدى وغيرها من التعبيرات التي تأتي دوماً في سياق الاختيارات أو الاستفتاءات التي تـُعنى بمساحة زمنية تكاد تكون مفتوحة كهذا الذي يجري في برامجنا الرياضية أو على صفحات التواصل الاجتماعي عن اختيار التشكيلة المثالية لمنتخب العراق من بين أجيال كروية عدة.

نتفق إذاً على أن لكل منا ذوقه ومبرراته وانتماءه وبالتالي اختياره، لهذا شهدنا عدداً مفتوحاً من النجوم، ولم نلمس اتفاقاً بين رأيين حتى الآن على تشكيلة واحدة.. وهذا أمر متوقع خصوصاً حين يجري السباق بين أجيال متتالية يجري سؤالها ولم تـُكتب لها مشاهدة النجوم كلهم، ولهذا يأتي الاختيار في حدود المشاهدة بأم العين، وهنا يكمن التعقيد الذي يصيب عدداً كبيراً من اللاعبين بالإجحاف الشديد، وهذا ليس رأيي وحدي وإنما رأي كل من أتيحت له مواكبة أكبر عدد من أجيال اللاعبين، ولهذا – وعلى سبيل المثال – ضاع اسم كبير ولامع من طراز هادي أحمد وفلاح حسن وحسين سعيد، وقبلهم عبد كاظم ودوكلص عزيز وستار خلف وعمو بابا وجمولي وهكذا نزولاً في مسار الزمن، والسبب أنهم وغيرهم لاعبون لم تتم مشاهدتهم على نحو مباشر، وكل ما تبقى للمحظوظ منهم دقائق مبتسرة بين ثنايا اليوتيوب.

أعود لأشدّد مُجدّداً على أن كل اختيار جاء انطباعياً من دون وجود مُحددات أو ضوابط تفرز اللاعب الأكثر تميزاً في موقعه بين عدد من المتميزين، وقد كان هذا جوابي لمن سألني عن رأيي بما يجري طرحه من (توليفات) يراها أصحابها مثالية بل الأكثر صلاحية عن الزمن..

وهنا لن أتردد – ضمن السياق نفسه - في أن أطرح التشكيلة المثالية بالنسبة لي، والتي ألحَّ كثير من أصدقائي في التعرّف عليها على أن أفسّر اختيار بعض الأسماء.. سأختار لحراسة المرمى رعد حمودي.. ثم عدنان درجال، دوكلص عزيز، ناظم شاكر، كريم محمد علاوي.. ثم هادي أحمد، حبيب جعفر، ليث حسين، وسعد قيس.. وللهجوم أحمد راضي وحسين سعيد.. هنا اخترت عدنان درجال في موقع المدافع أو الظهير الأيسر والذي تألق فيه خلال المدة بين عامي 1977 و1982، واخترت دوكلص المعروف بأنه (جنرال خط الوسط) لموقع القشاش أو قلب الدفاع المتأخر، لأنه أجاد وتألق فيه أيضاً، والمواقع الأخرى واضحة كما أتوقع. 

بقيت عندي ستة أسماء كنت أتمنى من القلب أن أجد لها موقعاً في إطار الأسلوب أو التوليفة .. كان عندي عبد كاظم، ناطق هاشم، حارس محمد، نشأت أكرم، فلاح حسن، ويونس محمود.. ولكن ما باليد حيلة، فأنا مُلزم بوضع أحد عشر لاعباً في تشكيلتي التي ستجد من يرحب بها ومن سيعترض على قليل أو كثير من أسمائها، ولكنه اختياري الشخصي أولاً وأخيراً، وللآخرين بالطبع ميولهم وتفضيلاتهم واختياراتهم.