هل ماضي العراق أفضل من الحاضر؟

آراء 2023/04/11
...

 سعد العبيدي 


نسأل نحن العراقيين في مثل هذه الأيام التي تمر فيها ذكرى الاحتلال وتغيير النظام أنفسنا والغير، هل كان حالنا في زمن صدام الماضي هو الأفضل من الحاضر؟

ونبدأ بالسير في طريق المقارنة أو يستمر كل منا بالمقارنة بضوء خبراته هو ومقادير النفع والضرر بالنسبة اليه هو، مع بعض الاستثناءات التي يتوجه فيها قسم من المفكرين والكتاب وأصحاب الشأن إلى المقارنة بضوء المناهج العلمية للمقارنة، هذا وعند تتبع هذه المقارنات سنة بعد سنة نجد تحولاً في الإجابات وتكوين رأي بات ملموساً في أن الحياة في الماضي كانت وكأنها أفضل من حياة الوقت الراهن، وهذا تحول تدريجي يدلل أننا وكلما ابتعدنا عن أحداث الماضي، ننسى آلياً بعض آثارها الانفعالية على نفوسنا، ونبدأ الانحياز بالضد من الحاضر، ويدلل أيضاً كلما كبرت أجيال ولِدَت في الزمن الحاضر، لم تعانِ من أثر الماضي، كلما كان التركيز على معاناة الحاضر بعيداً عن الماضي، لكن الماضي في هذه السنة ليس بعيداً جداً، واستحضار وقائعه 

ليس عصياً على العقل رغم الفقدان المستمر لبعض ذكرياته الانفعالية على وجه الخصوص، واستحضار بعضها بحيادية نسبية يدلل أن الماضي بحروبه العبثية، وكتمانه الأفواه، وسلطات أمنه غير المحدودة، والتفريق بين أقوامه، والعوز، والشعور بالدونية، وتأليه القائد وإطلاق أيادي أبناءه، وغيرها الكثير لم يكن أفضلاً من الحاضر، ويدلل أيضاً أن الحاضر بجهل ساسته، وبقاء حالة الفقر، وقلة الوظائف، والاستقواء بالخارج والتفريق بين المذاهب والأديان، والجهل واختلال المشاعر الوطنية وغيرها الكثير لا تقل اثارها السلبية على النفوس عن آثار الماضي، لكنها لم تفوقها في الشدة، وعلى وجه العموم فالمقارنة النفسية بين الماضي والحاضر ليست مجدية، والمجدي فقط أن من يغير الحاضر، ليكون أحسن من الماضي هو الانسان العراقي القادر وحده على فعل التغيير ليكون حاضره أحسن من الماضي.