بشير خزعل
القرار الذي أصدرته هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس لصالح العراق في 23 اذار 2023، في دعوى التحكيم المرفوعة من جمهورية العراق ضد الجمهورية التركية، بسبب مخالفتها أحكام اتفاقية خط الأنابيب العراقية التركية الموقعة في عام 1973، والتي تنص على “وجــوب امتثال الحكومة التركية لتعليمات الجانب العراقي في ما يتعلق بحركة النفط المصدر من العراق إلى جميع مراكز التخزين والتصريف، القرار جاء لصالح الدولة العراقية، هذا التعامل الاحترافي والمهني مع الدعوى المرفوعة من قبل العراق، ومن خلال إتاحة الفرصة والوقت للطرفين للدفاع عن موقفيهما، جعل القرار ملزما لجميع الأطراف باحترام الاتفاقات والمواثيق الدولية بهذا الشأن، من دون الاتجاه نحو التصعيد والمشاحنة، التي لا تاتي باي فائدة على اي طرف، شركة تسويق النفط العراقية “سومو” اصبحت هي الجهة الوحيدة المخولة بــإدارة عمليات التصدير عبر ميناء جيهان التركي، وستكون هناك آليات للتنسيق المشترك ما بين الاقليم والمركز، وفقاً للمعطيات الجديدة بعد صدور قرار الحكم النهائي من قبل هيئة التحكيم في باريس، وبما يضمن إدامــة الـصـادرات النفطية، والإيفاء بالتزامات “سومو” مع الشركات العالمية عبر ميناء جيهان التركي، فإن قـرار هيئة التحكيم لن يشكل عائقا امام تطوير وتوسيع العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة مع احتفاظ العراق بسلطاته الدستورية وسيادته على جميع ثرواته، فعمق العلاقات التاريخية الطيبة، التي تربط العراق مع تركيا ووجود مصالح مشتركة كبيرة لن تثني الدولتين على الاستمرار في تمتين وتطوير هذه العلاقة، اما ما يخص إقليم كردستان فهو الاخر بحاجة إلى تذليل جميع العقبات التي تؤثر على عمليات التصدير وتشوبها عقد اختلاف دائم مع المركز بسبب تفاوت النسب والارقام التي طالما كانت سببا للاختلاف في السياسية والاقتصاد، وزارة النفط ستكون مسؤولة على تصدير كامل الكميات المخصصة من جميع الحقول النفطية بما فيها الإقليم، بهدف تعظيم الإيرادات المالية ورفد الموازنة الاتحادية التي ستحدد حصة الاقليم من دون منغصات أو خلافات على نسب التصدير، وجود تنسيق وتفاهم مشترك مابين الاقليم والمركز سيتيح فتح أبواب كثيرة لنمو الاقتصاد والاستثمار واستقرار سياسي ينعكس على أمن المجتمع بشكل عام، فالمهم في ادارة الدولة هو أن تسير جميع القرارات من الخارج أو في الداخل للصالح العام وليس لحساب طرف على آخر، التعكز على تهويل المشكلات ما بين الاقليم والمركز لعرقلة تقدم الدولة إلى الامام، لم يعد مستساغا من الشعب بجميع اطيافه وفئاته وقومياته، فالجميع يبحث عن السلام والرخاء وبحبوحة عيش كريم بلا تحشيد وفرقة وعنصرية، لم نجنِ منها شيئا طوال اربعين عاما مضت.