تجنبوا هدر الطعام خلال شهر رمضان
شهر رمضان شهر الصوم والعبادة والتقرب من الله والابتعاد عن ملذات كثيرة والاقتصاد في الطعام، إلا أنه بات في العالم العربي أكثر شهور السنة إسرافاً في الإنفاق على الطعام وإهداراً له.
ورغم أنَّ تعاليم الدين الإسلامي تحث المسلم على عدم الإسراف بشكل عام، خاصة خلال شهر الصيام، العادات المتوارثة في الكثير من الدول العربية تعمل بشكلٍ معاكسٍ تماماً مع هذه التعاليم والقيم الدينية.
وتزدحم موائد إفطار الكثير من الأسر العربية بأطباقٍ متنوعة من الطعام قبل دقائق من موعد الإفطار، لكن عندما ينتهي الصائمون من تناول إفطارهم، يكون مصير الكثير من الأطعمة سلة القمامة.
وكشف تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن "خفض الفاقد من الأغذية والهدر الغذائي يعدُّ عاملاً أساسياً لتحسين توافر الأغذية والوصول إلى الأمن الغذائي وتخفيف الضغط على الموارد الطبيعية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا". وأكد تقرير "الفاو" أن "المنطقة تعتمد على الاستيراد لتلبية أكثر من 50 في المئة من احتياجاتها الغذائية"، ومع ذلك فإنها تهدر و"تخسر ما يصل إلى ثلث الأغذية التي تنتجها وتستوردها، بما في ذلك 14 إلى 19 في المئة من الحبوب و26 في المئة من جميع الأسماك والأغذية البحرية و13 في المئة من اللحوم و45 في المئة من جميع الخضراوات والفاكهة".
وتقول المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن: "يهدر كل منا ما متوسطه 74 كيلوغراماً من الطعام كل عام، في البلدان المتوسطة الدخل وكذلك في البلدان ذات الدخل المرتفع". وتضيف أندرسن: "يعد خفض هدر الطعام إلى النصف وتقليل فقدان الأغذية جزءاً مهماً من الجهود المبذولة لمواجهة أزمتي المناخ والغذاء الملحتين".
ويشير تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الصادر عام 2021 إلى أن "ما يتراوح بين 25 و50 في المئة من الطعام الذي يتم تحضيره على موائد شهر رمضان في الدول العربية يهدر ولا يستفاد منه".
ويمثل هدر الطعام والإسراف في الاستهلاك أحد تحديات شهر رمضان في السعودية، إذ أطلقت المملكة حملة توعية للحد من الإسراف الذي بلغ 40 مليار ريال سنويا.
وأطلق البرنامج السعودي مبادرة "لتدوم" للحد من الفقد والهدر ولتسليط الضوء على قيمة وأهمية عدم إهدار الطعام، خاصة خلال الشهر الكريم. وفي تغريدة له على تويتر مع بداية شهر رمضان، قال وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي، عبد الرحمن الفضلي: "يمثل ارتفاع نسب الهدر الغذائي في المملكة، تحدياً اقتصاديا وصحياً وبيئياً كبيرا، يستوجب منا جميعا العمل على تعظيم مواردنا الطبيعية من خلال تقدير احتياجاتنا دون إسراف بهدف المحافظة على أمننا الغذائي".
وفي الإمارات، مع بداية شهر الصيام تعزز هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ "مشروع حفظ النعمة" الذي بدأ منذ عام 2004، لعلاج ظاهرة الإسراف في استهلاك الأطعمة والمواد الغذائية، إذ يستقبل المشروع تبرعات الأطعمة الجاهزة والوجبات، التي لم تمتد إليها الأيدي، ثم توزيعها على المستفيدين من الأسر المعوزة.
وتطبق الهيئة من خلال مشروع "حفظ النعمة" سلسلة إجراءات للاستفادة من كميات الطعام المهدرة، تعتمد على آلية إعادة تدوير فائض الطعام ليذهب إلى الأسر المتعففة، كذلك الاستفادة من الأغذية غير الصالحة واستخدامها في صناعة أسمدة للنباتات وطعام للحيوانات.
وفي تونس، تنشط الجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان في حملات للتوعية من الإسراف في الطعام، إذ كشفت بيانات رسمية لمعهد الاستهلاك الحكومي في تونس، أن إهدار المواطن التونسي من الأكلات المطبوخة يرتفع في شهر رمضان أكثر من الأيام العادية بنسبة 66.6 في المئة، وفي الخبز بـنسبة 46 في المئة، وفي الحلوى بنسبة 20.2 في المئة، وفقا لنتائج استبيان أجري حول سلوك الاستهلاك والتسوق خلال شهر رمضان.
وفي مصر، طبقا لدراسة نشرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) فإن نحو 50 في المئة من الخضار والفواكه و40 في المئة من الأسماك و30 في المئة من الحليب والقمح يتم هدرها كل عام في مصر.
وأشارت منظمة "الفاو" إلى أن زيادة ملحوظة في نسبة الغذاء المُهدر في المناسبات الخاصة والأعياد، حيث يتم التخلص من 60 في المئة على الأقل من الأطعمة الصالحة للأكل.
وأطلقت منظمة "الفاو" بالتعاون مع بنك الطعام المصري حملة لرفع الوعي بشأن تقليل هدر الطعام خلال شهر رمضان المبارك.
وينصح بعض خبراء الأطعمة بخطوات بسيطة للتقليل من إهدار الطعام خلال شهر رمضان، مثل إعداد قائمة بالمشتريات قبل الذهاب إلى التسوق، كذلك تجنب التسوق مع الشعور بالجوع لأن هذه الحالة تؤدي إلى الشراء العشوائي. كذلك تجنب شراء ما يزيد عن احتياجات عدة أيام مستقبلية، وأفضلية القيام برحلات متكررة إلى متجر البقالة كل بضعة أيام بدلا من القيام برحلة تسوق بالجملة مرة واحدة في الشهر.
كما ينصح الخبراء بشراء المنتجات الطازجة كاللحوم لتناولها في مساء اليوم نفسه أو في اليوم التالي أو خلال الأسبوع على حد أقصى، ولا جدوى من شراء منتج تاريخ استهلاكه بعيد. كذلك، الاكتفاء بطهي طبق واحد رئيس في الوجبة الواحدة، وإطعام الصائمين أو المحتاجين في المنطقة أو الحي بالطعام الزائد عن الحد.
معلومات عن الشهر الفضيل
إبراهيم هلال العبودي
* هلْ تعلمْ أن الله - جلّ في علاهُ - فضل شهر رمضان عن باقي أشهر السنّة، لأنه أحد أركان الإسلام، ولأن صيّامه فرض على كل مسلم بالغ عاقل.
* هلْ تعلمْ أن رمضان سميّ بهذا الاسم، اقتباسًا من الرمض، أي شدة الحرّ، كما قيّل لأنه يرمض الصائم، وذلك من شدة الجوع، ولأنه مأخوذ من رَمض أي احتراق الذنوب، لما يؤديه المسلم من الأعمال الصالحة.
* هل تعلم أن معركة بدر الكبرى وقعت في شهر رمضان، وهي المعركة الأولى بيّن المسلمين والمشركين.
* في يوم الجمعة من السَّابعِ عشر من شهر رمضان من تلك السنة.. هلْ تعلمْ أن شهرُ رمضان هو الشهر التاسع في السنّة الهجرية يأتي بعد شهر شعبان، ويتبعهُ شهر شوالْ..
* هلْ تعلمْ أنه في شهر رمضان المبارك تفتح أبواب الجنّة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطيّن.
* هل تعلم أن الصيام في رمضان هو الامتناع عن الطعام أو الشراب أو الجماع وغيّرها من المفطرات من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس عبّادة لله.
* هلْ تعلمْ أن الصيام فرض على المسلمين في السنة الثانية للهجرة في شهر شعبان. هلْ تعلمْ أن صيام شهر رمضان هو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر ذكرًا كان أم أنثىْ.
* هلْ تعلمْ أن الصائمين يوم القيامة يدخلون من باب يسمّى الريّان.
* هل تعلمْ أن دخول شهر رمضان يثبت بأحد أمريّن، أولهما رؤية هلال رمضان، والأمر الثاني الذي يثبت به دخول شهر رمضان هو تمامْ شعبان ثلاثين يومًا.
* هل تعلمْ أن صيام شهر رمضان هو تكفير للذنوب، حيث قال رسول الله "ص": (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم
من ذنبه).
* هل تعلمْ أن ليلة القدر تكون في آخر شهر رمضان، وهي اللّيلةُ التي ابتدأ فيها نزولُ القرآن الكريم على نبي الرحمة محمد (ص).