منتخب الشباب..أمل قائم

الرياضة 2023/04/13
...

 علي حنون

اقترب الموعد، وستكون الكرة العراقية ومُمثلها منتخب الشباب على موعد في شهر أيار القادم لارتداء جلباب الكرة الوطنية في مونديال العالم للشباب، الذي سيقام في الأرجنتين، وهي مناسبة كونية تُؤشر موضوعة تواجد منتخبنا الشبابي فيها عودة الروح إلى جسد الكرة العراقية وتُبيّن أنَّ عملية تصحيح المسار تسير وفق رؤى إيجابية، خاصة وأنّ منتخباتنا "الناشئين، والأولمبي، والوطني" هي الأخرى تُواصل التحضير - تأهباً - للاستحقاقات الخارجية..وبلا ريب فان مشاوير إعداد منتخباتنا تُؤكد على التوجهات السديدة، التي تُسيّر سياسة عودة الكرة العراقية إلى المشاركة في المسابقات الدولية بل وتُعضد مفهوم عدم الاكتفاء بالحضور، وإنما السعي لتسجيل تواجد إيجابي وهي فلسفة واضحة تعكسها رحلة إعداد كل منتخباتنا الوطنية.

والآن، وبعد نجاح منتخبنا الشبابي في محطة البطولة القارية الأخيرة، وبلوغه مرحلة الوصافة وأيضاً الظفر بإحدى بطاقات المشاركة في المونديال، فان الأمر الأهم، الذي بدأته أسرة الفريق هو الإعداد الخاص لإنجاح مشاركتنا في كاأس العالم، لاسيما وان موعد انطلاق البطولة قريب جداً، حيث وجدنا تناغماً واضحاً بين رؤية الاتحاد لمنتخبنا الشبابي وبين منهاج وتطلعات ملاكه التدريبي، بقيادة عماد محمد الذي وجد من جانبه الرعاية والاهتمام المُميزين من قبل الاتحاد، ولعل توفير المعسكر التدريبي الذي سيخضع له المنتخب الشهر الحالي في إسبانيا فيه العديد من براهين الاهتمام الاستثنائي للاتحاد بمنتخب الشباب خاصة وانه (أي المعسكر) سيشهد خوض منتخبنا مباريات تجريبية كبيرة وهي محطات تأهب من أجل تعبيد طريق شبابنا بمعرفة الصورة الأدائية، التي بلغتها القائمة.

ومع اقتراب الموعد وجدية الإعداد، بدأت لوحة تطلعات القائمين على شؤون منتخبنا الشبابي والمعنيين والنقاد والجماهير تُرسم بريشة التفاؤل، لأن يأتي الفلاح مرافقاً لفريقنا في مشوار النهائيات، لاسيما وأننا وقفنا على خطوات الإعداد المطلوب، والتي ارتكزت - يقيناً – على الإفادة من إفرازات رحلة منافسات البطولة القارية ونتائج مسيرتنا التي تعثرت في عينة من المحطات، وجعل أحداثها، دروساً نتعلم منها كيفية تجاوز الأخطاء والعمل على تصحيح مسار أداء تشكيلتنا ،التي نراها استثمرت قدرات بعض الوجوه المتواجدة في مسابقات أخرى، ووظفتها في خدمة الأداء الجماعي للفريق..ولعل من الإنصاف القول: إنَّ أحداً من النقاد لم يركن- متعمداً- خلال المسيرة الماضية لمنتخب الشباب، إلى مصادرة أو اختزال جهد أو أن يسير في سبيل يؤثر سلباً في حضور كرتنا في منافسات البطولة القارية أو قبلها، لان الجميع تقله ذات العربة، التي تسير بأمنيات الأمل بغد جديد لكرتنا الشبابية، عبر التميز في نهائيات الأرجنتين.

ولأننا نُدرك أنَّ مسؤولية تأشير صور الوهن، التي رافقت الفريق في بعض المباريات، تضافرية تتحمل جميع الأطراف المعنية بقيادة ومساندة اللعبة أبعادها، فإن المنطق يفرض على الجميع الأخذ بالحسبان ذلك الأمر وكذلك تقدير بحسن رؤية وفلسفة واضحة لحجم المسؤولية ،التي تتطلبها الرحلة الجديدة، التي يجب أن تظهر فيها تشكيلتنا في مواجهات مونديال بوينس ايرس الشهر القادم، بالمستوى الفني، الذي تحمله التطلعات.