إعداد: رحيم عزيز 

نجم لا يختلف عليه اثنان على انه ظاهرة كروية عراقية لم تتكرر حتى الآن، نال احترام وتقدير الجميع فالقليل منا تعرف على النجم هادي أحمد في الملاعب أما خارجها فهو إنسان، هادئ الطباع، بسيط في تعامله مع الآخرين، هذه الصفات جعلته نجماً مختلفاً عن بقية النجوم . فتشاهده فلاحاً يزرع بيديه أرض الملعب تارة، وأخرى موجهاً لاعبي الفريق بخبرته الطويلة، أما الآن وبرغم ابتعاده عن العمل الرياضي إلا أنه لا يتوانى عن تقديم النصح والارشاد.

من هو هــادي أحمــد ؟

من مواليد 1951، حي الأصمعي الجديد في البصرة متزوج وله ستة أولاد، ولم يختلف في طفولته عن غيره، فقد فتح عينيه على الدنيا وحب الكرة يسري في دمائه .

وهو من أسرة رياضية، فأخوه الأكبر اللاعب الشهير عبد الرزاق أحمد صاحب الاسم اللامع في تشكيلة المنتخب الوطني في الستينيات والسبعينيات.

لعب لمنتخب تربية البصرة ومنتخب البصرة عام 1968 . وانضم الى نادي الميناء عام 1970.  في عام 1973 لعب هادي أحمد للمنتخب العسكري، واهلـّه مستواه المميز للانضمام الى المنتخب الوطني عام 1975. وشارك في بطولة كأس فلسطين في نفس العام. في عام 1976 شارك مع المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج الرابعة تحت قيادة المدرب الشهير داني ماكلنن . شهدت هذه السنة الخسارة الثقيلة في النهائي أمام منتخب الكويت 4 - 2 .

بعد تلك الخسارة القاسية عاد هادي أحمد مرة أخرى ليثأر من منتخب الكويت في نهائي بطولة العالم العسكرية والتي اقيمت في دمشق عام 1977، وحسمت بركلات الجزاء وكان الفاصل في المباراة تسديدته التي اودعها في الزاوية الـ 90 لمرمى أحمد الطرابلسي ليفوز العراق ببطولة العالم العسكرية. ثم عاد مع المنتخب العسكري في العام التالي 1978 ليسهم في الفوز بالبطولة ذاتها التي اقيمت في الكويت .

توالت المشاركات وازداد الابداع والتألق . من ضمنها بطولة كأس الخليج في بغداد عام 1979. والارشيف الكروي سيكون أصدق شاهد على مستوى المايسترو، وعلى سبيل المثال طريقة “الهات وخذ” مع ثعلب الكرة العراقيه فلاح حسن وتسجيل الهدف الأول  للعراق . ومفاجأته للجمهور قبل حارس المرمى الكويتي جاسم بهمن في الشوط الثاني بتسجيله هدفاً بقدمه اليسرى وتقريباً من منتصف ملعب المنتخب الكويتي الشقيق وسط ذهول كل من تابع المباراة. واستمرت مشاركته مع المنتخب الوطني في بطولة مرديكا عام 1981 ، وفي بطولة الخليج 1982.

وفي نفس العام اعتزل اللعب دولياً ليفسح المجال لاجيال متعاقبة على وزن ليث حسين وحبيب جعفر وناطق هاشم وباسل كوركيس وعلي حسين وحارس محمد والكثيرين من النجوم ومن تلاهم فيما بعد وصولاً إلى نشأت أكرم وقصي وهوار وبقية أسودنا اليوم.

من المفارقات العجيبة . أنَّ المايسترو هادي احمد خاض أول مباراة دولية ضد قطر في عام 1975 .  وخاض آخر مباراة دولية له أمام قطر ايضاً عام 1982 . مثـّل المايسترو المنتخب الوطني في اولمبياد موسكو . وكان اول لاعب عراقي يسجل هدفاً في الدورات الأولمبية . 

أما على الصعيد المحلي فقد أسهم هادي أحمد مع نخبة من اللاعبين الدوليين ومجموعة من الشباب بإحراز بطولة الدوري للميناء في الموسم 1977 - 1978. وكان الانجاز اليتيم للكرة البصراوية.

بعد الاعتزال الدولي لعب لنادي الميناء حتى اعتزل اللعب عام 1987 وتوجه الى التدريب. فدرّب الميناء للمواسم 1995 ، 1996 ،2001 . بعدها توجه للتدريب في البحرين.