بغداد: شذى الجنابي
تنفذ وزارة الزراعة مشاريع ستراتيجية واعدة لمكافحة التصحر ضمن المحافظات المبتلاة به وباعتماد أحدث ما وصلت إليه التطبيقات والتجارب العالمية، كاشفة عن تخصيص مبالغ ضمن موازنة الأعوام الثلاثة المقبلة لتعزيز مشاريعها الحالية والمستقبلية.
وقالت مديرة دائرة الغابات ومكافحة التصحر في الوزارة الدكتورة راوية مزعل محمود في حديث لـ"الصباح": إنَّ مكافحة التصحر وإيقاف زحف الكثبان الرملية في البلاد، نالا اهتماماً كبيراً من جهود الحكومة الحالية والتي خصصت وللمرة الأولى، مبالغ مالية ضمن الموازنات الثلاث الحالية، لمشاريع مكافحة التصحر والتغيرات المناخية كونها مشكلة إقليمية وعابرة للحدود.
وبينت أن العراق ابتلى بظاهرة زحف الكثبان الرملية التي غطت أربعة ملايين دونم من الأراضي ضمن محافظات عدة، مشيرة إلى أنها تسبب الدمار سنوياً من خلال زحفها على المشاريع الزراعية وشبكات الري والبزل الخادمة لها بمختلف محافظات البلاد، وكذلك الطرق المختلفة لاسيما الرئيسة منها وما يسببه ذلك من حوادث مرورية.
ونوهت مزعل بأن دائرتها تمتلك مشاريع عدة لتثبيت الكثبان الرملية المتحركة ضمن المناطق الصحراوية وسط العراق وجنوبه، وباستخدام الطرق الميكانيكية من خلال تغطية الكثبان بطبقة طينية بسمك 60 سم باستعمال الجرافات، اضافة إلى الطرق البايولوجية، وضمن محافظات ذي قار والديوانية وميسان والمثنى وصلاح الدين.
وبشأن المشاريع التي تنفذها دائرتها لمكافحة التصحر في البلاد، كشفت عن نجاحها خلال الأعوام الماضية باستغلال 800 ألف دونم منها لإنشاء 100 واحة صحراوية، ما أسهم بشكل كبير في تقليل معدل العواصف الترابية والغبار في البلاد، كما انها نفذت أيضاً تقانات حصاد مياه الأمطار بإنشاء سداد صغيرة، ونشر طرق الزراعة الذكية للتكيف مع التغيرات المناخية، وتشجيع زراعة أشجار الزيتون واللوز والنخيل والفستق
الحلبي.
وكشفت في السياق ذاته، عن انجاز عدد من المشاريع خلال المدة الماضية كمعمل انتاج الأسمدة العضوية من المخلفات الزراعية ونبات القصب، والمستخدم في تحسين التربة الصحراوية ويعد الأول من نوعه، فضلاً عن استخدام الطاقة الشمسية في أعمال السقي بالنظم المقننة، مؤكدة اسهام ذلك باستقرار البدو الرحل سكان البادية وتنمية الغطاء النباتي والمراعي الطبيعية، كما تمتلك الدائرة، مشاتل صحراوية بكل محافظة، لتنفيذ حملات تشجير بموسمي الربيع والخريف لتعزيز الرقعة الخضراء بالمناطق
الصحراوية.
تحرير: مصطفى مجيد