علي عدنان
منذ فجر التاريخ، اهتم الانسان بفكرة العدل، فقد كان ذلك الانسان، مدركا كما يبدو لأهمية آلهة العدل في إصلاح الحال.
ففي جميع الحضارات تقريباً كان هناك آلهة للعدالة.. في مصر القديمة مثلاً، كانت هناك ماعت، وفي الحضارة الرومانية جوستيتيا، وعند اليونان ثيمس.. وقد رمُز في ما بعد إلى هذه الربات في التمثال الشهير، المرأة الحاملة للميزان والسيف ومعصوبة العينين، ويقصد منها أنها تزن القضايا في الميزان، وتطبق العقاب بالسيف، ومصوبة العينين أي أنها لا ترى من هم المتخاصمون، اذا كان ابن رئيس أو ابن مواطن بسيط، لكن للأسف وبعد كل هذا السنوات، نشاهد اليوم غياب العدل في المنطقة العربية، وهناك نتائج يمكن ملاحظتها لغياب العدالة في
مجتمعنا.
النفاق: عندما لا يحصل الانسان على حقه، يلجأ إلى النفاق، فنشاهد انتشار النفاق في المجتمعات التي يغيب فيها العدل.
عدم احترام القانون: عندما لا يطبق القانون بعدل نشاهد عدم التزام الناس بالقانون، لأنهم يشاهدون من يخرج على الشاشة، ويقول نحن نسرق ونأخذ الرشاوى، ولا يرون من يحاسبهم فترى الناس لا يحترمون القانون في مجتمع غياب العدل لأنه يستعمل
ولا يطبق.
فقدان الانتماء: عندما لا يشعر المواطن بالعدل فإنه يفقد الانتماء إلى الوطن، ويصبح وطنه منزله وعائلته فقط، حتى اذا شاهد أحدهم يعبث بالممتلكات العامة أو يرمي الأوساخ في الشارع تراه لا يكترث لأن شعور الانتماء قد
تضرر.
هجرة العقول: عندما لا يشعر المواطن الكفوء بالعدل، فإنه سيبحث عن بدائل والذهاب إلى بلدان قد يشعر فيها بالعدل هي إحدى هذه الوسائل.
لهذه الأسباب وغيرها يجب أن نعيد الحياة إلى آلهة العدالة.