بغداد / الصباح
تسارعت خطى تطور العلاقات العراقية السعودية على مسارات عدة، بعد سلسلة من الزيارات واللقاءات بين مسؤولي البلدين الشقيقين، توجت بزيارة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي الذي وصل الى الرياض، أمس الأربعاء، في زيارة رسمية التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعقد معه اجتماعا في القصر الملكي، إذ شهد الاجتماع التوقيع على ثلاث عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الوزراء العراقيين ونظرائهم في الجانب السعودي. وقال عبد المهدي، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي تلقته {الصباح}: ان {العراق اليوم يعيش استقرارا امنيا ونتطلع الى تحقيق نهضة اقتصادية وعمرانية، وان المملكة العربية السعودية بلد جار وشقيق ومتطور وان الانفتاح العراقي على السعودية يحقق مصالح البلدين والشعبين} مشيرا الى ان {اجتماع اللجنة التنسيقية العليا المشتركة اثمر سريعا عن التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم}.
واضاف عبد المهدي ان “العراق بلد غني بثرواته البشرية والطبيعية، لكنها وضعت في غير محلها وبُددت بحروب نتيجة انحرافات وسياسات اضرّت العراق وشعبه، الى جانب حرب داخلية، ثم ابتلينا بتنظيم القاعدة وداعش الارهابيين، فقد استباحت داعش كل شيء وهي عصابة يجب ان تجتث كليا، لان بقاء خلية واحدة منها يعني امكانية ان تتكاثر”، مؤكدا “اهمية التعاون بن البلدين الشقيقين، وضرورة ان تستقر المنطقة وان نعمل وفق المشتركات الكثيرة التي تجمعنا”.
واشار رئيس مجلس الوزراء الى ان “الحكومة تُديم الزخم الامني للحفاظ على استقرار البلاد وتحرص على اقامة علاقات مع جميع اشقائها وجيرانها”، مقدماً شكره لـ”جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز على حُسن الاستقبال وعلى التعاون الذي يبديه الوزراء والمسؤولون السعوديون لتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، كما شكر خادم الحرمين الشريفين على توجيهه بفتح الكعبة الشريفة امام الوفد العراقي”.
من جهته، قال الملك سلمان بن عبد العزيز: ان “المملكة تقف مع العراق وان ما يجمعنا هو ديننا وامننا ومصالحنا المشتركة التي يجب ان تتعزز في جميع المجالات، وقد وجهنا الوزراء والمسؤولين بإبداء كل ما يستطيعون من تعاون وتنسيق وتنفيذ للاتفاقات والمذكرات”.
وأكد العاهل السعودي ان “المملكة حريصة كل الحرص على التعاون مع العراق ودعمه في جميع المجالات ومستعدة للتعاون لما فيه تحقيق المصالح المشتركة”، معربا عن “ارتياحه لحالة الاستقرار التي يشهدها العراق”.
وجرت في الرياض، بحسب البيان، “مراسيم توقيع ثلاث عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم بين العراق والمملكة العربية السعودية بحضور رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي وجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، والوزراء من الجانبين العراقي والسعودي”.
وأشار البيان إلى أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت “التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال المشاورات السياسية، واتفاقية بشأن برنامج الاعتراف المتبادل بشهادة المطابقة للمنتجات، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، ومذكرة تفاهم في مجال التعاون الزراعي، ومذكرة تفاهم في مجال الصناعة والثروة المعدنية، ومذكرة تفاهم في مجال النفط والغاز، ومذكرة تفاهم في مجال الطاقة الكهربائية، ومذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي والتعليمي بين وزارة التعليم السعودية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، ومذكرة تفاهم بشأن برنامج للتعاون الثقافي، ومذكرة تفاهم بين وزارة التعليم السعودية ووزارة التربية العراقية، ومذكرة تفاهم بشأن برنامج تعاون فني، ومذكرة تفاهم لدراسة جدوى الربط الكهربائي، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال البحري، وتنظيم عمليات نقل الركاب والبضائع على الطرق البرية”.
وقبل التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، أجريت في قصر الديوان الملكي مراسيم الاستقبال الرسمي لرئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي والوفد المرافق له من قبل خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث عزف السلام الوطني لكلا البلدين، وحضر اللقاء الامراء والوزراء وكبار الشخصيات في الديوان الملكي ورجال الاعمال.
واعرب عبد المهدي، وفقاً لبيان مكتبه الإعلامي، عن “بالغ سعادته لزيارة المملكة العربية السعودية ولتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين”، مقدما الشكر لـ”حفاوة الاستقبال التي لقيها من جلالة الملك”.
وأكد عبد المهدي ان “زيارته للمملكة تجسد توجه الحكومة العراقية ورغبتها بتطوير العلاقات مع المملكة العربية السعودية في جميع المجالات، وان تبادل الزيارات بهذا المستوى الكبير يفتح آفاقا واسعة ويحقق تطلعات الشعبين والأمن والاستقرار لعموم شعوب
المنطقة”. بدوره، رحب جلالة الملك برئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له، متمنيا للعراق وشعبه الاستقرار والازدهار والتقدم.
وأعرب سلمان عن “ارتياحه للتطور والاستقرار الذي يشهده العراق وان تؤدي زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء الى تحقيق ما يصبو اليه البلدان من زيادة التعاون ورفع مستوى العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين العراقي والسعودي”.
واقام جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز “مأدبة غداء كبرى على شرف السيد رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له”.
يشار إلى أن وفداً كبيراً رافق رئيس مجلس الوزراء في زيارته إلى الرياض ضم وزراء النفط والمالية والخارجية والتخطيط والتجارة والتعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والشباب والرياضة والصناعة والمعادن والكهرباء والنقل، كما ضم الوفد عددا من المسؤولين الحكوميين والنواب والمحافظين والمستشارين ورؤساء الهيئات ورجال الاعمال، اضافة الى السفير العراقي لدى المملكة العربية السعودية.