روسيا ليست كاليابان

آراء 2023/04/19
...

 وليد خالد الزيدي 


ربما يتبادر إلى ذهن المتابع لاحداث اليوم وابرزها تلك التي تدور رحاها على أراضي أوكرانيا من حرب سجال مع روسيا، تساؤل واقعي عما اذا كان التصعيد النووي الأخير في تلك الحرب سببه غربيا أم شرقيا؟ فاذا كان من جانب الشرق متمثلا بروسيا الدولة الكبرى لعملت على ذلك، وأنهت الحرب منذ بداياتها لكن ما يظهر لمجريات الاحداث أنها لغاية الآن تستخدم القوة الناعمة في هذا الصراع، وربما لها مآرب في ذلك, لكن على الصعيد الرسمي لم تستطع بريطانيا الحليف الرئيسي لاوكرانيا صبرا في ذلك فافصحت عن نيتها ارسال اسلحة مزودة باليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، وهو أول اعلان رسمي بهذ الامر الخطير بعد أن كان مجرد توقعات واحتمالات وآراء شخصية.

يبدو أن العقلية العسكرية الغربية لا تريد أن تنسي العالم موقعتي هيروشيما وناكازكي النوويتين على الاراضي اليابانية قبل(78)عاما، اللتين ما زالت اثارهما تؤرق المجتمع الدولي إلى يومنا هذا، ناهيك عن اليابان التي لم تصحُ بعد من هول القنبلتين الذريتين اللتين القتهما الولايات المتحدة عليها نهاية الحرب العالمية الثانية عام (1945)، وراح ضحيتهما ربع مليون انسان تقريبا واثار بيئية مدمرة لكن هذه المرة سيكون الامر مهول اذا ما تصادم المعسكران الاقوى في العالم، فالسلاح النووي اليوم اخطر مما سبقه من جهة، وأن مساحة حرب روسيا وأوكرانيا لا تقتصر على اراضي الدولتين بحد ذاتهما، انما تمتد إلى دول أخرى غربا وشرقا من جهة 

أخرى. 

وبالفعل بدأت لغة التهديد ترتفع بين المعسكرين، لا سيما بعد تعهد نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي بنقل قذائف محملة بذخيرة اليورانيوم المنضب إلى حليفتها أوكرانيا، وبشكل رسمي من البرلمان الانكليزي وبارسال سرب من الدبابات القتالية المزودة بالقذائف الخارقة للمدرعات التي تحوي السلاح المدمر والممنوع دوليا، لكن ما يثير الأمر أيضا أن حلفاء موسكو من دول الاتحاد الروسي تسارعوا بالرد قبل الروس انفسهم، وعدوه تحولا غاية في الخطورة وتصعيدا غربيا غير مسبوق، وفي مقدمتهم الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، حينما ادعا أن دول الغرب لم تعد منذ فترة طويلة تخفي خطاباتها الخطيرة الموجهة ضد روسيا قائلا: تكاد بريطانيا تتفاخر بتخطيطها لتزويد أوكرانيا بقذائف مذخّرة باليورانيوم المنضب، وتلك سياسة الحمقى وكذلك الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي قال في حال ارسال بريطانيا قذائف اليورانيوم المنضب لاوكرانيا، سنطالب روسيا بإمدادنا بقذائف اليورانيوم الحقيقي وليفعلوها إن كانوا مجانين إلى هذا الحد.

المؤشرات الاولية تؤكد خطورة استخدام هذا السلاح وآثاره الجسيمة في حياة الانسان والبيئة، حتى وإن استخدم بنسبة قليلة فإنه يهدد المجتمع الدولي وينشر الخراب قرب مواقع الانفجار وغيرها اذا ما حدث بالفعل، وحينها سيكون الرد الروسي مزلزلا والعواقب وخيمة، ولا يمكن تلافي انعكاساتها الكارثية على بلدان أخرى.