كولر غالب الداوودي
تصوير: خضير العتابي
يأتي العيد، فتتغير نكهة الأيام، لا نوم بعد الآن، فرح الأطفال ما يميزه، كأن ضحكاتهم ناقوس لقدومه، فهو في النهاية لهم وإليهم، هذا ما يقوله كل أب وأم لأطفالهم، يتبدل لون الأجواء داخل المنازل، الستائر تغيير وعمل (الكليجة) وزيارة الجيران، فكلما أصبحت هذه العادات فكن على علم بأن العيد قد وصل.
يحافظ العرب بصورة عامة وفي أكثر الدول العربية على العادات المتبقية في عيد الفطر الذي يرسم الابتسامة على وجوه الأطفال قبل الكبار،
وتتشابه التحضيرات في أكثر هذه الدول، إذ تجهز حلويات العيد ومستلزمات الضيافة وشراء ملابس العيد للأطفال، وهو أمر لا يمكن الاستغناء عنه، والفرحة الحقيقية للعيد هي رؤية الأطفال وهم يرتدون
ملابسهم الجديدة ومعايدة الأهل والأقارب.
وما زال العراقيون يحافظون على عادات عيد الفطر ويتهيؤون له من خلال تحضير الملابس والأطعمة وزيارة الأقارب والأصدقاء والقيام بنزهات جماعية مع الأقارب والأصدقاء وتنصب الألعاب المختلفة في الساحات والأحياء الشعبية مثل دواليب الهواء لكي يلعب الأطفال بها في العيد.
العيد فرحة وفرصة
وتبدأ قبل أسبوع من العيد التحضيرات لاستقبال العيد بحملات التنظيف للمنازل لجعل البيوت زاهية لاستقبال العيد ففيه يحرص العراقيون على حل الخلافات بينهم.
وفي صباح أول أيام عيد الفطر يحضر الإفطار الذي يكون (القيمر والكاهي) وهي أكثر أكلة شعبية في العراق ويحضر الأهل جميعهم لتناول الإفطار ومن ثم يبدأ استقبال الأقارب والأصدقاء للتهنئة بقدوم العيد وتناول معجنات العيد من (الكليجة) وغيرها مع مشروبات مختلفة.
يقول حسين أحمد مهندس من أربيل: على الرغم من اختفاء بعض هذه العادات فإن كبار السن يصرون على المحافظة على ما تبقى من عادات وتقاليد من زيارة الأقارب وتبادل التهاني وتوزيع العيدية بين الصغار. وذكر ما يسبق العيد بيوم من حملات تنظيف شاملة تقوم بها ربة البيت ومن ثم التوجه إلى الأسواق لشراء ملابس العيد للأطفال، والقيام بتجهيز حلويات العيد وطبق الحلوى الشهير في العراق (كليجة) إضافة إلى أنواع أخرى من الحلويات والمعجنات.
حلوى الطفولة
ليلى سامي من إحدى الأسر تسكن أطراف أربيل، تقيم مع زوجها وأطفالها في بيت مستأجر وتعاني من قلة مصروفهم المعيشي، ومع ذلك هي تتمسك بفرحة أطفالها بملابس العيد وتحاول شراء ملابس لهم جميعاً.
وتقول العيد فرصة ليفرح أطفالي بملابس العيد ونفرح ونسعد لفرحتهم. وتضيف "على الرغم من الأسعار المرتفعة للملابس الجاهزة، أحاول أن أشتري من مناطق يكون السعر فيها مناسباً لقدرتي الشرائية، وأحضر حلويات العيد التي يحبها أطفالي وأقدمها للضيوف، فلا عيد بدون حلوى، وهذه عادات العيد تعودنا
عليها منذ الصغر ومستمرة على مر السنين.
عادات
وتبين سمية زاهر ربة بيت (38 عاماً) من دهوك وتسكن أربيل، أن صنع حلويات العيد عادة لم أتخل عنها، وتبقى للعيد خصوصيته وعاداته التي لا بد من التمسك بها مهما حدث، وأطفالي يترقبون قدوم العيد بفارغ الصبر وبحماسة لما يحمل لهم من فسح ونزهات وملابس جديدة وألعاب جديدة. ويشاركها الحديث زوجها عبد الرحمن موظف حكومي "إن أجواء العيد تتشابه، والناس يريدون شراء حاجياتهم في هذه الفترة التي تسبق العيد، ولكني أرى حركة الشراء متدنية مقارنة بعدد مرتادي الأسواق في الأعياد السابقة بسبب الغلاء".
يتضح لنا أن مجيء العيد يحمل رسالة إلى الناس، وهي الحب والوحدة والائتلاف بين أطياف المجتمع كافة لتعزيز الإيمان والتركيز على بر الوالدين وصلة الرحم والإحسان للجيران.