نرمين المفتي
نشرت صفحتا (تجمع كفاءات العراق) و(تجمع معتصمي كفاءات العراق) على مواقع التواصل الاجتماعي منشورا جاء فيه “مساء اليوم، 2023/4/8، قام أحد ممثلي تجمع كفاءات العراق (احمد بهاء الدين كشكول ) بالانتحار، باطلاقه رصاصة في رأسه والآن يرقد في الجملة العصبية/ العناية المركزة”. واضاف المنشور أن كشكول أقدم على الانتحار “بسبب الضغوطات النفسية التي مر بها على مدى السنوات الثلاث الماضية، بسبب المماطلة والتأخير في اكمال معاملات تعيينهم” وتساءل المنشور “من يتحمل الظلم الذي يعاني منه الفاحصون الـ292؟ وتوفي كشكول بعد أربعة ايام في المستشفى، وعادت الصفحتان إلى نشر صور من تشييعه مع مناشدة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وعدد من النواب لايجاد حل لقضية (الفاحصين) على ملاك وزارة الدفاع.. وهناك منشورات تساءلت “برقبة من دم أحمد بهاء الدين كشكول؟”. وكان (الفاحصون)، أي الذين نجحوا في اختبارات وفحص وزارة الدفاع للتعيين، قد استمروا في اعتصامهم في منطقة (العلاوي)، لثلاث سنوات ودائما وجدوا مسؤولين يعطونهم وعودا لم تتحقق.. وفي تغطيات على الفضائيات، يشير متحدثون باسمهم ان قضيتهم بين وزارتي الدفاع والمالية، وان وزارة المالية طالبت الدفاع في كانون الثاني الماضي باسماء (الفاحصين) لاضافتهم على الموازنة، لكنها لم تتلق الرد! وهناك اتهامات عديدة يطلقها المتحدثون باسم المعتصمين مع تأكيدهم بأن لديهم وثائق تثبت اتهاماتهم..
من يتحمل مسؤولية هؤلاء الشباب وبحثهم عن التعيين في الدوائر والمؤسسات العامة فقط؟ من يتحمل أن تتحول طاقات شابة إلى شباب كل طموحهم التعيين والتحول من البطالة إلى بطالة مقنعة وزيادة الترهل في المؤسسات الحكومية، بدون أن يلتفت أحد إلى أن الرواتب أصبحت تلتهم حوالي ٧٠٪ من الرواتب، إن المسؤول قطعا هو ذلك السياسي، أي سياسي، والذي قام بأولى وجبات التعيين في أول الانتخابات العامة لأجل الاصوات والفوز، في خطوة أطلقت عليها حينها في مقال كتبته صفة (تعيينات الأصوات)، التي اعتبرتها الكتل السياسية خطوة ناجحة بدون الالتفات إلى ضررها الكبير، سواء على طموح الشباب وعملهم وانتاجياتهم وإلى الموازنات السنوية العامة. خطوة قللت من طموح الشباب، الذين أصبحوا يبحثون عن الراحة، من خلال استلام رواتب ازاء عمل بالكاد موجود.. واعتقد بأنني اشرت في مقال سابق إلى ان هناك من المسؤولين من يعرف ان التعيينات خطأ كبير، لكنها (تسكت) الشباب.. يا له من تفكير أو حل ترقيعي.. بينما استمرت المقالات تدعو إلى تفعيل القطاع المختلط (49 ٪ خاص و 51 ٪ عام)، والذي يشمل المصانع والشركات والمزارع ومشاريع اخرى ويضمن مئات الالاف من فرص العمل، وتكون في الوقت نفسه واردا ماليا مهما للدولة وتشجيع القطاع الخاص، طبعا هناك تشجيع للاستثمار، خاصة في المشاريع السكنية، ولكن لم نلمس شفافية في هذا المجال ولم نعرف ما هي موارد الدولة من هذه المشاريع، وهذه قضية أخرى سبق وإن أشرت اليها.. إن المبالغ التي صرفت وتصرف كرواتب كانت كفيلة في ايجاد آلاف المشاريع الصغيرة للشباب وحثهم على العمل الخاص ودعم طموحهم.. لا أنسى الاشارة إلى شباب وشابات، لم يعتصموا أو يتظاهروا لاجل التعيين، انما بدؤوا مشاريعهم الخاصة برأسمال قليل جدا ونجحوا، ولا بد من تسليط الضوء عليهم ليكونوا قدوة.