حرب حكومية على مراكز التجميل «غير المرخصة»

العراق 2023/04/30
...

 بغداد: حيدر الجابر


بتنسيق مشترك، أطلقت كل من هيئة الإعلام والاتصالات ووزارتا الداخلية والصحة، حملة لمكافحة مراكز التجميل غير المرخصة، التي انتشرت في بغداد والمحافظات انتشار النار في الهشيم، حيث اختلط الحابل بالنابل، وأخذت العديد منها تنشر إعلانات باهظة الثمن.

وكانت هيئة الإعلام والاتصالات، قد أصدرت في وقت سابق توجيها للجهات الإعلامية بإيقاف الإعلانات لمراكز التجميل غير المرخصة، وذلك لاحتوائها على مشاهد خادشة بالحياء.

وقال عضو مجلس مفوضي هيئة الإعلام والاتصالات، محمود الربيعي: إن "قرار الهيئة إيجابي"، داعياً "المواطنين والفعاليات الاجتماعية والحكومية إلى التعاون في هذا المجال."

وقال الربيعي لـ"الصباح": إنه "في إطار مشاركتها لحملات حكومة الخدمة الوطنية، قررت هيئة الإعلام والاتصالات منع الإعلانات التي تقوم بعض مراكز التجميل غير المرخصة رسمياً بعرضها ونشرها وترويجها في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وكذلك في الساحات والشوارع العامة، لكونها مراكز مخالفة للتعليمات والأنظمة العامة وتشتمل على إساءات ومشاهد لا تتلاءم مع طبيعة المجتمع العراقي".

ودعا عضو مجلس مفوضي الهيئة إلى تعاون "جميع المواطنين ومسؤولي الشبكات والوكالات والمواقع الإلكترونية مع هذه القرارات الإيجابية والالتزام بها لكي نحافظ على الصورة الحضارية للبلد"، كما دعا أمانة بغداد والمحافظات إلى "إزالة إعلانات المراكز غير المرخصة كافة، التي تحول بعضها إلى عناوين ودلائل لقضايا تتنافى مع أخلاق وقيم مجتمعنا الأصيلة".

وبالتزامن مع هذا القرار، شنّت وزارة الداخلية حملة أمنية لإغلاق مراكز التجميل غير المرخصة، التي تُعد من ضمن طرق النصب والاحتيال، إذ تم إغلاق 20 مركز تجميل غير مجاز في العاصمة بغداد.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، أن مراكز التجميل غير المرخصة تشكل خطراً على أرواح المواطنين، وقد تم تقديم العديد من الشكاوى بهذا الخصوص.

وقال المحنا لـ"الصباح": إن "وزارة الداخلية جهة منفذة، ورصدنا الكثير من الظواهر التي تنطوي على انتهاك للقوانين وتهديد للمجتمع مثل مراكز التجميل غير المرخصة التي تشكل خطراً على أرواح المواطنين".

وأضاف، "تلقينا العديد من الشكاوى من أشخاص تضرروا جراء مراجعتهم لهذه المراكز"، وبيّن أن "الضوابط والتعليمات تتيح فقط للعاملين المهنيين والمختصين من خلال إجازات رسمية فتح هذه المراكز"، مشدداً على أن "الحملة التي أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الصحة والنقابات والمهن الصحية مستمرة حتى الآن وفي كل مناطق البلاد".

من جهتها، وصفت الدكتورة ربى فلاح من اعلام وزارة الصحة، هذه المراكز بـ"الخطرة" والتي تسبب أضراراً دائمة للمواطنين، كاشفة عن عددها في بغداد، ومؤكدة استمرار الحملة حتى غلق آخر مركز غير مرخص.

وقالت فلاح لـ"الصباح": إن "مراكز التجميل غير المرخصة ملف خطر ومهم، وتم عقد اجتماعات عديدة لمناقشة واقع هذه المراكز"، وأضافت "تم التعاون مع وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني لإطلاق حملة كبرى لغلق هذه المراكز التي تسبب ضرراً لصحة المواطن".

وكشفت عن أن "عدد هذه المراكز بلغ 89 مركزاً في بغداد فقط، بينما تشمل الحملة جميع المحافظات"، ودعت إلى "فتح مراكز التجميل وفق معايير محددة"، محذرة من أن "المركز غير المرخص يستخدم مواد غير صالحة ستؤدي إلى أضرار خطرة على الصحة".

وشددت على ضرورة "غلق هذه المراكز ومحاسبة أصحابها وإحالتهم للقضاء"، مؤكدة أن "الحملة مستمرة لحين إغلاق آخر مركز تجميل غير مرخص".

في السياق نفسه، أعلنت مديرية شرطة ميسان، أمس السبت، إغلاق مراكز تجميل وعيادات طبية وصيدليات غير رسمية في المحافظة.

وذكر بيان للمديرية، أنه "بإشراف مدير المديرية العميد علاء وبتوجيه محافظ ميسان علي دواي لازم ، نفذت مفارز الأجهزة الأمنية في مديرية الجريمة، واجباً أمنياً، تضمن غلق عدة مراكز تجميل وعيادات طبية وصيدليات غير رسمية في المحافظة"، وأشار إلى أنه "تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم أصولياً".

وأكد البيان أن "جهود الأجهزة الأمنية مستمرة في ملاحقة أصحاب هذه المراكز وغيرها من المخالفين" ، مطالباً المواطنين بـ"الإبلاغ عنهم خدمة للصالح العام".


تحرير: محمد الأنصاري