العراق والوساطة بالملفات العالميَّة الشائكة

آراء 2023/05/02
...

  سعاد حسن الجوهري

بعد نجاح بغداد باحتضان جولات حوار مستفيضة اسهمت بالتقارب السعودي الايراني، ها هو العراق يطرح نفسه وسيطا معتدلا في ملفات عالمية شائكة اخرى.

الاستعداد لإرسال وفود إلى كل من روسيا واوكرانيا لاحتواء الأزمة الأوروبية، فضلا عن ابداء استعداد للعب دور الوسيط في المشهد السوداني، بين الفرقاء المتناحرين هناك. 

لايخفى على أحد بان أهمية الانسجام الداخلي العراقي تكمن في ضوء التحوّلات الدولية والإقليمية ودوره في صياغة ستراتيجية وطنية، لعراق فاعل ومؤثر في المنطقة والعالم بعد استكشاف مسارات البناء الداخلي وتحديات البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والإعلامية، يأتي دور بغداد الريادي لوضع الحلول المثلى والعملية والمناسبة لاهتزاز ازمات عدة بالعالم. 

إن التغييرات الأساسية في شكل النظام الدولي ومفهوم الدول القائدة له والقوى التعديلية على، وفق مسارات تحوّل العراق إلى فاعل إقليمي في ظل التحوّلات الإقليمية والدولية. إذ يتطلب الحفاظ على استقلالية العراق بوصفه بلداً محورياً وفاعلاً إقليمياً في صياغة ستراتيجية خارجية دولية وإقليمية فعّالة لتحقيق الاستقرار الداخلي المستدام، وجعله قبلة للاستثمار الاقتصادي العالمي عبر ممارسة العَلاقات العامة الدولية الهادفة إلى تحقيق قدر من هذا الانسجام الجماعي بموقف البلد المتوازن في اتفاقياته وتعاملاته وهي وسيلة تأثير ذات خصوصية عالية. 

كما تكشف متابعة الشأن العراقي عن هذا التحوّل الفاعل في طبيعة واقعه الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي بوساطة العَلاقات الخارجية الإقليمية والدولية والتطلع إلى آفاق المستقبل، فضلاً عن التعرف على طبيعة العَلاقات الثنائية بين القوى العالمية الصاعدة الجديدة ومواقفها تجاه أزمات المنطقة وصراعاتها. 

بكل المقاييس أنَّ سياسة العراق الخارجيَّة تستند إلى تقريب وجهات النظر بين دول الجوار واعتماد مبدأ الحوار حرصًا على أمن واستقرار المنطقة، الذي ينعكس على أمن دول العالم نظرا لوجود تفاعل كبير بين الأمن داخل العراق والأمن في المنطقة. فالعراق يراقب من كثب الوضع الأمنيّ والسياسي في محيطه الاقليمي والدولي بعد ان مر خلال الـ 5 عقود الماضيَّة بالكثير من الحروب والمعاناة، وأنَّ سياسته قد تغيَّرت بعد عام 2023 بنحوٍ جذريّ وإرساء النظام الديمقراطيّ والانفتاح على دول المنطقة 

والعالم.