كيف تدمّر العادات الخاطئة شخصيَّة الطفل؟

ريبورتاج 2023/05/03
...

 سرور العلي 


يقوم الوالدان أثناء تربية أبنائهما بممارسات خاطئة تدمر شخصية الطفل وتضعفها، ومن هذه العادات بحسب استشارية الأسرة والطفل شيماء عماد، نقد الطفل المستمر بين أفراد أسرته أو أمام الآخرين، وهو سلوك سلبي يلجأ إليه أحد الوالدين بدافع المصلحة، وهو على العكس من ذلك بل من الأفضل ألا ينتقد الطفل، وتوضيح الخطأ له وتحليل الموقف، لتعزيز ثقته بنفسه بدلاً من انعدامها، كما أن بعض الأسر تقوم بمعاقبة أبنائها في حال عبروا عن مشاعرهم كالقلق أو الخوف، ومن المفترض أن يتحدث الوالدان مع الطفل عن تلك المشاعر لإدراكها، والشعور بالراحة حين الإفصاح عنها واعتباره 

أمراً طبيعياً.


سلوكيات مدمرة

ومن العادات التي تدمر شخصية الطفل منذ صغره هو الإقرار بدلاً عنه، والإجابة على كل سؤال موجه له من دون أن يعبر عن رأيه أو وجهة نظره، ويؤثر بشكل سيئ في الطفل، لذا من المهم أن يتبادل الحوار والرأي معه، وترك مساحة من الحرية للطفل للتعبير عما يجول بداخله، ما يمنحه الثقة بالنفس واتخاذ القرار الصحيح في أمور حياته مستقبلاً، وكذلك قد تغرس الأسرة مشاعر الخوف والرعب في نفوس أطفالها عند قيامهم بسلوكيات خاطئة، ظناً منها أن تلك الطريقة ستمنع عنهم تكرار الخطأ، لذا عليهم توفير بيئة آمنة للطفل خالية من الخوف ومشاعر التهديد، ومنحه الدعم وتشجيعه، وجعل الخطأ درساً لا يكرره ويتعلم منه ويكتشف العالم من حوله، كما أن من السلوكيات الأخرى التي يتخذها الطفل هي الكذب، ومنه الخيالي ويتميز به الطفل نتيجة لخياله الواسع ومهاراته في سرد الحكايات، والسرقة بسبب شعوره بالحرمان، وغيرته من أقرانه الذين يمتلكون مقتنيات أكثر منه.

وتدفع بعض الأمهات أطفالهن لقضاء وقت أمام الهواتف المحمولة وألعاب الفيديو، بهدف تجنب ازعاجهن وانشغالهن عنهم بشؤون المنزل، وهو أمر سلبي للطفل ويصيبه بأمراض عديدة، كالعزلة والخجل، ويجب أن ينخرط الطفل بنشاطات خارج المنزل، وممارسة بعض الهوايات النافعة.


تصرفات خاطئة

وتضيف عماد: "كذلك فإن أحد الوالدين يرتكب خطأ بتفريغ غضبه على الطفل وتحميله المسؤولية، بسبب مشكلات وضغوطات الحياة وظروف العمل، ما يصيب الطفل بمشكلات نفسية واضطرابات، ويشعره بالحزن والكآبة، ومن الأساليب الأخرى ضرب الطفل وشتمه والانتقام منه، والسخرية من مشاعره أمام أقرانه، وهو سلوك سلبي يقتل شخصية الطفل ويدمر نفسيته، ويجعله يعاني من التأتأة في النطق والتبول في الفراش، كما أن التدخل في جميع شؤون الأبناء والتجسس على ممتلكاتهم وحقائبهم يدمر العلاقة بين الابن ووالديه، ومن الأفضل أن نستأذنه قبل القيام بهذا السلوك، وتوجيهه بصورة صحيحة، وكذلك فإن بعض الآباء والأمهات يبحثون عن التعويض من خلال أبنائهم، فيجبرونهم على دراسة مجال معين، أو ممارسة هواية لا يرغبون بها، لتحقيق ما عجزوا هم عنه، وبذلك ستدمر قدرات الطفل ومهاراته، لذا عليه أن يترك لممارسة ميوله من دون ضغط، كما قد ينشغل الوالدان معظم الوقت عن أبنائهم، ويسعون لجعلهم متفوقين وبارعين في دراستهم، كما قد تستخدم بعض الأسر الشدة والحزم في التعامل مع الطفل".


حلول

وتقترح عماد أن تبتعد الأسر عن السلوكيات الخاطئة في تعاملها مع أطفالها، وتعليمهم المشاركة والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وتوفير الطعام الصحي لهم والعادات السليمة منذ صغرهم، وتجنب السلطة ووضع الحدود والقواعد بين الطفل ووالديه، إذ إن ذلك سيولد مشاعر الخوف 

والكراهية وانعدام الثقة بالنفس، كما يجب تعويد الطفل على الاستقلالية والمسؤولية، واشراكه في ترتيب وتنظيم المنزل، وذلك سيجعله منظماً، وضرورة تعليمه احترام الآخرين.