علي عدنان
يطرق سمعي بين الحين والآخر، أن الشعب العراقي هو من يتحمل مسؤولية ما يجري، وأنه شعب متخلف، لا يعرف اختيار ممثليه، كما أنهُ شعب لا يحترم القانون، كما هو حال المواطن السويدي أو الدنماركي.
دفعني هذا الكلام إلى التفكير، بمن يتحمل ما آلت إليه الأمور، هل حقاً هو الشعب، أم الأنظمة التي حكمتنا، على مر عقود هي من أوصلتنا إلى ما نحن فيه.. في البدء من الخطأ الاعتقاد أن هناك شعبا أفضل من شعب، كما أني ضد الأعلاء الوهمي للذات، وأننا كعراقيين أفضل من باقي الأمم.. فنحن شعب كما باقي الشعوب لدينا الجيد والسيئ.. وأرى أن النظام الحاكم هو من يتحمل الجزء الأكبر من القضية، لأن النظام هو من يستطيع أن يخرج أفضل أو أسوأ ما في الشعوب، فعندما نشاهد الآلاف الكفاءات العراقية والعربية، عندما خرجت من البلاد العربية ودخلت في سياق عادل يحترم الأنسان، أبدعت وأخرجت أجمل ما لديها، فالنظام عندما يعامل البشر بعدل، وأنهم مواطنون فعالون مشاركون في صنع القرار سوف يخرج أفضل ما فيهم، أما إذا حدث العكس، وأصبحت العلاقة أساسها الولاء للسلطة، ومن ينافق أكثر سيحصل على مكاسب أكثر، فإنك بالتأكيد سوف تخرج أسوأ ما في الشعوب، وستحول قطاعا كبيرا من المواطنين، إلى أشخاص محبطين، فاقدي الثقة في بلدهم، وبالتالي خلقت شعباً سلبياً، غير مكترث بما يجري من أحداث سياسية، مواطن يهتم بكرة القدم، أكثر من الانتخابات والدستور.
مواطن علاقته بالنظام علاقة نفعية مرتبطة بزيادة الراتب من عدمه.
فالدولة وفي أي بلد عندما تعمل على أنها خادمة للشعب وليس العكس، وتعامل مواطنيها باحترام وعدل ولا يوجد موطنين درجة أولى وثانية، ساعتها فقط يتحمل الشعب المسؤولية.