ماذا لو كانت الليدي ديانا على قيد الحياة؟

آراء 2023/05/11
...


 نازك بدير


في ظلّ الركود العميق والطويل الأجل الذي تعيشه بريطانيا وتعثّرها في إيجاد حلّ للأزمة الاقتصاديّة الخانقة والإخفاق في الحدّ من تراجع الإنتاجيّة، تخطّت تكلفة تتويج تشارلز الثالث ملكًا أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني. وأشارت الخزانة العامّة إلى أنّها ستتحمّل التكلفة الخاصّة بمراسم التنصيب كاملة. أثار هذا الرقم الهائل حفيظة البريطانيين الرازحين تحت وطأة ارتفاع تكلفة المعيشة. وقد عُدَّ هذا الحدث الاحتفالي الأضخم في المملكة منذ سبعة عقود.

وعلى الرغم من أنّ الاحتفالات استمرّت ثلاثة أيام، وشملت حفلًا موسيقيًّا بمشاركة نجوم عالميين مثل ليونيل ريتشي وكاتي بيري وأندريا بوتشيلي في قلعة وندسور، وحضرها قادة من العالم وأفراد العائلة المالكة، وتمّ تنظيم فعاليّات في الشوارع، إضافة إلى ما سُمِّيّ ب «إنارة الأمة» حيث تُنار المعالم والمناطق ذات الجمال الطبيعي في جميع أنحاء البلاد، إلّا أنّ البريطانيين تعاملوا بلامبالاة إزاء مراسم التتويج التي حصلت مؤخّرا، حيث ذكر 75% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عامًا أنّهم «لا يهتمّون كثيرًا أو على الإطلاق» بشأن 

ذلك.

لكن، ماذا لو استمرّت الليدي ديانا في زواجها التعيس ولم يتمّ تدبير موتها في حادث السير المشؤوم (في الحادي والثلاثين من أغسطس من العام 1997) ولو قيّض لها البقاء على قيد الحياة، ووقفت في السادس من مايو إلى جانب الملك تشارلز وتوجّت ملكة بدلًا من باميلا باركر؟ من المتوقّع أنّ ردود فعل الجماهير ستكون مختلفة تمامًا. هي الغائبة الحاضرة على الدوام، تخطف الضوء مهما كان الحدث؛ عند وفاة الملكة إليزابيث، في الرحلة التي قطعها النعش قبل الوصول إلى المثوى الأخير، لم تكتفِ القنوات الفضائيّة والإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي بنقل مراسم التشييع، إنّما احتلّت حياة الأميرة ديانا ومسيرتها والظلم الذي تعرّضت له وعلاقتها مع ولديها مساحة واسعة، فكانت هي المحتفى بها. 

المفارقة أنّه بعد انتهاء مراسم الحدث، أيّ حدث، لا يلبث أن ينطفئ، لكن حضور الليدي ديانا يستمرّ شعلة متوهجّة على الدوام. 

لعلّها أكثر ندرة وأكبر من أن يحتضنها تاج ملوكي. ديانا كانت وستبقى جوهرة في قلوب محبّيها وعقولهم في مختلف أصقاع العالم. 


 كاتبة لبنانيّة