بغداد: علي موفق
لم تحظَ قرارات الحكومة برفع الكتل الكونكريتيَّة وفتح الشوارع والأزقة من المناطق السكنيَّة بردة فعل أو حملة إعلامية تناسب الحدث على الرغم من أنها كانت الهاجس والحلم الأكبر للعراقيين عامة والبغداديين خاصة، بسبب معاناتهم من الأحداث الإرهابية على مر أعوام.
وبانت ملامح التحسن الكبير في الوضع الأمني خلال الأعوام القليلة الماضية، لاسيما بعد الحرب على "داعش" الإرهابية والقضاء على فلولها، ما مكّن القوات الأمنية من أن تخطو بشكل ثابت نحو رفع الكتل الكونكريتية التي كانت تعزل المناطق السكنية لتسهيل حركة المواطنين بشكل تدريجي.
ووجَّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مؤخراً بفتح جميع الطرق والأزقة المغلقة في بغداد خلال مدة أقصاها أسبوعان ضمن قاطع عمليات الكرخ والرصافة بهدف تخفيف العبء عن المواطنين وتأمين انسيابية عالية في حركتهم.
وتواصل قيادة عمليات بغداد جهودها بهذا الصدد، إذ افتتحت مؤخراً أحد المداخل الجديدة للعاصمة ضمن مناطق غربي بغداد (جسر العامرية/ سيطرة الفرات)، كما قامت برفع الكتل الكونكريتية وفتح طريق مغلق منذ العام 2008 قرب دائرة الثروة الحيوانية في منطقة حي الأمانة على طريق سريع القناة، كما تمت إزالة الكتل وفتح طريق حيوي في منطقة بغداد الجديدة كان مغلقاً منذ وقت طويل لأسباب أمنية، إضافة إلى افتتاح طريق مهم آخر مغلق منذ العام 2004 في منطقة اليرموك يقع بعد نزلة مجسر حي العامل بعد رفع الكتل، فضلاً عن فتح الأزقة في منطقة الكرادة، كما تمت إعادة افتتاح طريق مغلق منذ عام 2006 ضمن منطقة (الحارثية شارع الكندي) وشارع آخر في منطقة جميلة.
وشهدت الفعاليات بهذا الجانب أيضاً، رفع العديد من السيطرات الأمنية منها الميدان والفضل ومعارض النهضة وكراج النهضة ومجمع الكليات والجامعة وملعب الشعب وأم الطبول والجادرية والجسر ذو الطابقين والعامرية وحي الجهاد والشرطة الرابعة وحي الإعلام، كما تم فتح بوابات المنطقة الخضراء من خلال رفع الكتل الكونكريتية من أمام بوابة شارع الزيتون وشارع سريع القادسية، ضمن إجراءات فتح الطرق المغلقة ورفع السيطرات لتسهيل حركة المواطنين.
مواطنون عبروا في أحاديث لـ"الصباح" عن ارتياحهم من إجراءات رفع الكتل التي جثمت على مناطقهم منذ أعوام بسبب الأحداث الإرهابية، إذ ذكر المواطن حسين عامر أنَّ مناطق بغداد كانت تعيش أحداثاً أمنية مأساوية يومياً من خلال السيارات المفخخة والعبوات الأمنية التي يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء، وكان الهاجس الأكبر وحلم المواطنين يتمثل بالخلاص من كابوس الإرهاب وطيّ هذه الصفحة.
وأضاف أنه بعد تحسن الأوضاع الأمنية بشكل كبير بفضل ما قدمه العراقيون من تضحيات ودماء لمحاربة الإرهاب، بدأت القوات الأمنية بفتح الطرق ورفع السيطرات، مما سهل حركة المواطنين للتنقل بين المناطق بسهولة ويسر وإعادة اللحمة الوطنية والمحبة والسلام بين أبناء المناطق.
أما المواطنة ابتهال كاظم فقالت إنَّ إزالة الصبات وفتح الطرق سهّلا من زيارة الأسواق التجارية التي لم نكن نستطيع الوصول إليها منذ أعوام، مثمنة في الوقت ذاته الجهود الكبيرة للقوات الأمنية في دحر الإرهاب وتحقيق الأمن.
وتابعت أنَّ أغلب المناطق في العاصمة عانت من ويلات التفجيرات الإرهابية على مدى أعوام، إضافة إلى الإرباك الكبير في التنقل بسبب السيطرات والكتل الكونكريتية التي كانت تفصل بين المناطق، وأنَّ رفعها مكّن المواطنين من التحرك بشكل انسيابي إلى أغلب المناطق والأسواق.
وكان الخبير الأمني رحيم الشمري أكد أنَّ رفع الحواجز الكونكريتية يؤشر إلى التحسن الأمني في الأوضاع العامة، وقدرة الأجهزة المختصة على ضبط الأوضاع بتحصين المدن والمناطق من خطر الهجمات الإرهابية، ما يفرض على القائمين إمساك ذلك التقدم من خلال استثمار اللحظة بغرض إحكام وإتمام ذلك المنجز.