أ.د.جاسم يونس الحريري
هناك نية لتأجيل انتخابات مجالس المحافظات العراقية من تشرين الاول 2023 إلى نيسان 2024 وتشمل هذه الانتخابات 15 محافظة من أصل 18 محافظة، إذ إن هناك ثلاث محافظات ضمن إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي.
وستكون هذه أول انتخابات مجالس محافظات محلية تجري في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013 وقبل ذلك أجريت انتخابات مجالس المحافظات في عام 2009 فقط للاسباب التالية:
موقع التيار الصدري في المشهد السياسي العراقي:
هناك توقعات لعودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي العراقي والمشاركة في الانتخابات، لمجالس المحافظات في نيسان2024، والانتخابات التشريعية 2025، خاصة أن مدة تجميد التيار الصدري لعام كامل تنتهي في نيسان 2024.
طبيعة عمل المفوضية المستقلة للانتخابات:
صوت مجلس النواب العراقي في اذار 2023 على موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات في 6 تشرين الاول 2023، كما صوت على المادتين 15و16، وفق قانون الانتخابات.
حيث إن المفوضية بحاجة إلى 6 أشهر من إقرار قانون الانتخابات للمضي في تحديث سجل الناخبين، إضافة إلى الفراغ الإداري في مجلس المفوضين، وربما تحصل تغييرات بعد تموز 2023 بعد إقرار الموازنة وهو له تأثير مباشر في موعد الانتخابات، وكلما تتأخر الانتخابات سيؤدي إلى تأجيلها إلى موعد آخر.
ضغوطات الفاعل الامريكي في المشهد العراقي:
ما زال الفاعل الأمريكي واضحا في المشهد السياسي العراقي، بعد تعيينه السفيرة الامريكية ((الينا رومانيسكي))، التي لديها برنامج زيارات دورية على المؤسسات الحكومية، والمشاركة في اللقاءات غير الحكومية في العراق، حيث منذ مدة، تقوم بعقد لقاءات سياسية، وأخرى مع جهات حكومية، فضلاً عن حضور ندوات وورش عمل، وفعاليات أخرى، أثارت مؤخراً موجة غضب واستياء أطراف سياسية عراقية، اعتبروا في هذه التحركات تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي للعراق.
وجود تحرك حزبي عراقي لاستقطاب وجوه جديدة:
بدأت الأحزاب العراقية سباقها المبكر لجذب الوجوه الجديدة إليها لتسويقها أمام العراقيين كمرشحين جدد في الانتخابات المحلية، ومع اختلاف أهداف هذه الأحزاب وتوجهاتها، تختلف أيضاً نوعية الوجوه التي تسعى إلى جذبها، مرة بالترغيب والوعود، ومرة عبر محاولات الإقناع الجادة، وفقاً للسياقات المشتركة بين الأحزاب وهؤلاء.
وسبب هذا السعي تحسس القوى السياسية العراقية بالمجمل رغبة الشارع المتواصلة في اختيار وجوه جديدة غير تلك، التي تصدّرت المشهد في السنوات الماضية.
وتعمل الأحزاب على تقديم الشخصيات الجديدة، وهي من مختلف الفئات القبلية، والعشائرية، والأكاديمية، ومن الناشطين، ضمن قوائم انتخابية.
ويحظى بعضها بدعمٍ مالي غير محدود، تحديداً من قبل الأحزاب التقليدية، التي تمسك بالسلطة منذ نحو عقدين.
وفي سياقات أخرى تعتمد بعض الكيانات والأحزاب الجديدة على قوة المرشح بحد ذاته.