اندرو غريغوري
ترجمة: أنيس الصفار
تثبت دراسة استغرقت نحو عشرين سنة بأنَّ هناك سبع عادات وأنماط حياة صحية يمكن أنْ تلعب دوراً في خفض مخاطر الإصابة بالخرف وتدهور الذاكرة.
تخلص هذه الدراسة الى أنَّ الحفاظ على الحيويَّة والنشاط مع الالتزام بنظام غذائي أفضل والحرص على وزن صحي والامتناع عن التدخين وإبقاء ضغط الدم طبيعياً والسيطرة على الكوليسترول وحفظ مستوى السكر في الدم منخفضاً في مرحلة منتصف العمر كلها عوامل يمكن أنْ تقلل الإصابة بحالات مثل ألزهايمر في أواخر العمر.
كانت هذه هي النتائج الأوليَّة لدراسة تابعت أحوال آلاف النساء الأميركيات طيلة 20 عاماً وقد طرحت مؤخراً في الاجتماع السنوى للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب في مدينة بوسطن.
تقول "باميلا رست" وهي طبيبة مشاركة متخصصة بعلم الأوبئة: "الخبر السار هنا هو أنَّ اتخاذ الخيارات الصحية السليمة في منتصف العمر يمكن أنْ تؤدي الى انخفاض مخاطر الإصابة بالخرف وتدهور الذاكرة في وقت متأخر من العمر".
تردي الذاكرة هو أحد أكبر التهديدات الصحية التي يواجهها المرء في حياته، وتفيد التقديرات بأنَّ عدد الأشخاص المصابين بهذا الاعتلال في أنحاء العالم ربما سيتضاعف ثلاث مرات بحلول العام 2050 ليصل الى نحو 153 مليوناً، ويقول الخبراء إنَّ ذلك يمثل خطراً أساسياً يتنامى بسرعة مهدداً أنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية مستقبلاً في جميع المجتمعات والدول والقارات.
الدراسة الأميركية تعيد أصداء نتائج مماثلة توصل إليها باحثون صينيون صرحوا في شهر كانون الثاني بأنَّ اختيار أنظمة حياتية صحية، كالطعام الجيد وممارسة التمارين الرياضية وألعاب الورق بانتظام والتواصل الاجتماعي لمرتين في الأسبوع على الاقل، يمكن أنْ تسهمَ مجتمعة في إبطاء معدلات تدهور الذاكرة وخفض مخاطر الإصابة بالخرف.شملت الدراسة الأميركية 13720 امرأة متوسط أعمارهن 54 عاماً عند بداية البحث. وبعد مرور أكثر من عشرين سنة من المتابعة أجرى الباحثون فحصاً لبياناتهنَّ الصحية لتحديد أولئك اللائي شخصن بمرض الخرف. تبين من ذلك أنَّ 1771 امرأة، أي نحو 13 ٪ من المشاركات، قد تطورت لديهن تلك الحالة.
وضع الباحثون لكلٍ من العوامل السبعة مقياساً يتراوح مداه من صفر (ويعني ضعيف او متوسط) الى واحدٍ (ويعني صحة تامة)، أي أنَّ أقصى مجموع يمكن بلوغه هو 7 درجات.
في بداية الدراسة كان معدل ما سجلته المشاركات هو 4,3 درجات ولكنهنَّ بعد عشر سنوات سجلن 4,2 درجة كمعدل. وبعد تعديل النتائج على أساس عوامل العمر والتعليم وجد الباحثون أنَّ كل زيادة في المعدل بمقدار درجة واحدة قابلها انخفاض الإصابة بالخرف بنسبة 6 ٪ .
تقول رست: "قد يكون من المعزز لمعنويات الناس أنْ يعلموا أنهم قادرون على تقليل خطر إصابتهم بالخرف عن طريق اتخاذ خطوات مثل ممارسة التمارين الرياضية لنصف ساعة يومياً أو إبقاء ضغط دمهم تحت السيطرة".
ينبه الباحثون الأميركيون الى أنَّ دراستهم لا تخلو من تحديدات، مثل حقيقة أنهم لم يتمكنوا من دراسة تأثير بعض العوامل، مثل الإقلاع عن التدخين، على خطر الإصابة بالخرف في مرحلة متأخرة من العمر.
تقول "سوزان ميتشل" من مركز أبحاث الزهايمر في بريطانيا إنَّ الدراسة إضافة جديدة الى كمٍ ضخمٍ من الأدلة التي تؤكد أنَّ ممارسة النشاط البدني وتناول الأطعمة الصحية في منتصف العمر تمكن الأشخاص من خفض احتمالات إصابتهم بفقدان الذاكرة في وقت متأخر من حياتهم.
تضيف ميتشل قائلة: "بالاضافة الى النشاط والعناية بقلوبنا والاستمتاع بنومة هانئة في الليل فإنَّ تعريض أدمغتنا للتحديات والبقاء على تواصلٍ بمن حولنا من الناس من شأنهما أيضاً المساعدة على خفض احتمالات الإصابة بالخرف".
عن صحيفة الغارديان