بحلول 2025.. نقلة نوعيَّة في الأداء تنتظر البنك المركزي

اقتصادية 2023/05/16
...

 بغداد: حسين ثغب التميمي 

نقلة نوعيَّة تنتظر أداء البنك المركزي بحلول العام 2025 مع الانتقال إلى البناية الجديدة التي صممت لتكون انطلاقة جديدة في أداء قطاع المال العراقي، إذ تعمل على مراعاة التطورات التقنية التي يشهدها قطاع المال العالمي، والتصميم الذي يقود إلى رفع مستويات الأداء، والذي يحتم استخدام الأنظمة المتطورة التي توفر الجهد والوقت في التعاملات المالية الدقيقة.

مدير مشروع بناية البنك المركزي العراقي المهندسة إخلاص جواد ناظم قالت لـ"الصباح": إنَّ "مشروع بناية البنك المركزي العراقي الجديدة يمثل نقلة نوعية في الأداء وشكل البناء ورصانته وتزامنه مع التحولات صوب الطاقة النظيفة"، لافتة إلى أنَّ "واقع البناية يمنح مرونة عالية لعملية نقل وإنجاز متطلبات السيولة النقدية في البلاد، إذ ستتم وفق أحدث التقنيات العالمية بهذا المجال".

وأضافت أنَّ "إدارة البنك أدركت أهمية التوجه لإنشاء بناية جديدة تواكب التطورات العالمية في مجال عمل البنوك ونظم "الأتمتة" والتقنيات الحديثة الموجودة في العالم، فتم اختيار مكتب المصممة العراقية زها حديد لهذا الشأن كونها علامة بارزة في مجال المعمار بالعالم وهي عراقية الأصل وتم اختيارها لتكون مصممة لهذا المبنى الجديد وتم استحصال الموافقات من مجلس الوزراء على توجيه دعوة مباشرة إلى حديد من أجل وضع تصميم مميز للبناية الجديدة، إذ تعطي بنايات البنوك مؤشراً على استقرار البلد المالي".

ولفتت ناظم إلى أنَّ "المشروع ميزانيته مستقلة أي من البنك المركزي وليست من الموازنة العامة للدولة، والمبلغ المخصص بحدود (885) مليون دولار، إلا أنه عند الإحالة أصبح بحدود (772) مليون دولار بعد التفاوض مع الشركة المنفذة، حيث حصلنا أثناء عملية إعداد المناقصة مع الشركات العالمية على استثناءات بهذا الخصوص لذلك تم استثناء البنك من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية، في ما يخص هذا المشروع وتعاقدنا وفقاً لشروط وعقود دولية". وبينت أنَّ "مميزات البناية من الجانب الهندسي المعماري أنها أول مشروع على مستوى الشرق الأوسط حائز على شهادة بريم للاستدامة، يعني البناية صديقة للبيئة ابتداء من التصميم، إذ استخدمت فيه مواد يعاد تدويرها كالمواد المستخدمة في اليو اتش بي سي القطع التي تغلف البناية، وأيضاً في الخلطة الكونكريتية استخدمنا فيها مادة الجي جي بي اس، هذه المادة هي مخلفات مصانع الحديد يسمونه خبث الأفران وهذه تستخدم بالخرسانة لمتانتها، وأيضاً تزيد من عمرها لأنها مصممة لمئة عام وهذا شيء مهم، يمكن تطبيق هذه التجربة بباقي المشاريع في البلاد".

وعن إنجاز البناية قالت ناظم: "لم نحدد موعداً حتى الآن لأنَّ هناك متعلقات عدة موجودة تحتاج إلى حسم، لكن يوجد برنامج عمل بهذا الخصوص نحاول أن نقلص فيه المدة الزمنية لعملية الافتتاح قدر الإمكان، يمكن أن نقول إننا نحتاج إلى سنة ونصف السنة تقريباً لافتتاحه وربما سيكون مطلع 2025".

وأشارت إلى أنَّ "البناية الجديدة للبنك ستضم لأول مرة متحفاً يؤرخ تاريخ العملة العراقية وستكون فيه نشاطات تعليمية بإمكان طلاب الجامعات والمدارس زيارته، إذ سيحكي تاريخ العملة من الزمن البابلي السومري إلى الآن وما وصلنا إليه من تطور وكيفية تطور البنك المركزي والستراتيجية في المستقبل للبنك سيكون هناك عروض عبر شاشات تتحدث عن مراحل تطور العملة وستكون هناك نشاطات ثقافية أيضاً تتحدث عن تاريخ الحضارة العراقية، وتصميم المتحف سيكون بأسلوب الحداثة الموجودة بالمبنى وغير تقليدي والشركة التي تنفذ المتحف من ضمن الشركات التي عملت مع زها حديد وهي متخصصة بالمتاحف".

وتابعت ناظم أنَّ "المواصفات الهندسية أهم ما يميز البناية، فمثلاً مركز العد والنقد للعملة سيكون نظاماً أوتوماتيكياً (أتمتة) بالكامل، حالياً شركة عالمية رائدة ومتخصصة بهذا النوع من الأنظمة تصمم نظام البناية، حيث سيتم استخدام روبوت، ولا نحتاج لعمالة اليد فموضوع نقل العملة "بالعربات"، والطرق التقليدية، كما كنا نشاهد في شارع الرشيد ستنتهي تماماً، سيتم نقل العملة إلى "كومبير حزام ناقل العملة" سيكون على شكل صناديق تنقل بسلاسة، تعتمد من قبل جميع المصارف، وسيوجد باركود على كل صندوق حتى يمر بحزام ويقرؤه الجهاز أو كمبيوتر يوجه هذه الصناديق حسب السيستم وينقلها للخزنة أو لمركز العد والفرز، هذا نظام أتمتة متكامل سيوفر وقتاً وسرعة في عملية تسلم وتسليم العملة للمصارف، وأيضاً تداول العملة بين البنك والمصارف أو عملية العد والفرز العملة في داخل البنك يعتمد تقنية متطورة تتناغم مع تطور البناية".