صباح محسن كاظم
لا يمكن إغفال دور المرأة في تكوين الأسرة السعيدة المستقرة، التي تتعاون لتحقيق الاستقرار الأسري، وبالتالي إيجاد المجتمع المسالم الذي يصبو للعلم والبناء الاجتماعي.
علماء النفس والاجتماع والتربية والأدب يجهدون بالكتابة للارتقاء بالعلاقات الأسرية، وعدم ظلم وتهميش المرأة واحترام أنوثتها وكرامتها، هي أول من يلقن الطفل دروس الحياة بالبيت، هي الطبيب لمن يمرض، والفقيه لمن يريد معرفة الرب والقاضي لحل المشكلات داخل الأسرة.
في كتاب (إلى سيدة هذا الكوكب نصائح امرأة في آذان الرجال) للأديبة والشاعرة عناية أخضر الصادر دراسة شاملة ووافية عن الإيجابية في دور المرأة بفصول الكتاب ب323 صفحة، تتوالى الموضوعات بالجانب التربوي التعزيزي لأواصر النجاح الأسري، مُهداة إلى عِماد الأسرة «المرأة»، الكتاب تناول بإسلوب علمي وأدبي وثقافي كل الجوانب الحياتية، التي تعزز دور المرأة ومساهمتها بعد اكتسابها الثقة المطلقة بقدراتها الذاتية في ص12 ، اثبتي وجودك، لا تكوني مهمشة بالعلم تستطيعين أن تثبتي وجودك وتملكي حريّتك وقرارك، ويمكنك أن تتوظّفي وتعملي وتتاح لك الفرص الكثيرة من الوظائف المحترمة التي تجعلك غير محتاجة تأكيد في ثنايا صفحات الفصول على دور العلم والسلوك الحسن بالشحن الذي يعزز ويثبت ويجمل المرأة كما في ص17
العلم يجعلك تقفين على منافع الشيء ومضاره، وله أثر كبير على سلوكيّاتك وحركاتك وأقوالك وقراراتك، ويجعلك متجددّة دائماً في حديثك ومعلوماتك وتملكين به سحر الشخصيّة الواعية، إن بناء الأمم والحضارات مناط بدورالأم فهي المدرسة، التي تحصن الأجيال وتربيهم وتهذبهم وتوجههم نحو السلوك الصحيح، وعدم الإنحراف، فالبنت تتأثر بسلوك أمها وتحاول تقلدها، والابن يتعلق بعاطفة أمه، الواقع العربيّ بحاجة ماسة لمثل تلك المؤلفات التربوية والإيجابية، التي تُساهم بالإرشاد والتوجيه والنصيحة بالحكمة القرآنية والرسالية من النساء القدوات بالتاريخ، لتعزيز صناعة الأجيال بعد الكبوات وانتشار الطلاق، المخدرات، الفساد بكل جوانبه، فتلك الدراسات المستوحاة من القصص القرآنية المدعمة بالآيات، تعزز دور الأنوثة بوعي نوعي تجعلها القدوة الحسنة والشريك مع الزوج لتكوين الأسرة النافعة.
مقتطفات من آراء الأديبة عناية أخضر حول المرأة والأسرة
* الأسرة كما نعلم هي النواة الأولى والخليّة الأولى التي يتكوّن منها المجتمع ، وهي عصب الحياة و المجتمع ص66.
* الإحصاءات تدلّ على أنّ ما تعانيه المرأة في الغرب اليوم اليوم من ضغوط بدنية مختلفة وآلام روحية ونفسية شيدة، يفوق بكثير ما تعانيه المرأة عندنا ص69.*إن بعض النساء يتعرضن للظلم. فالرجل يستغل مالديه من القوة البدنية والمميزات الذكورية الأخرى لفرض موقفه على المرأة ص 70.
* تضع أسس الأخلاق في ذهن الطفل وتقومه فتجعله يتعرف على الجيد والرديء، الجميل والقبيح، الخير والشر ص91.
*إياك والخصومات فإنّها تشعل القلب بالغضب والحقد وتروث النفاق وتكسب الضغائن والشك وتحبط العمل ص219.