عصام كاظم جري
لماذا لا تساعدنا السفيرة بالبحث والتنقيب عن اموال العراق التائهة في ذمة دول العالم منذ زمن النظام السابق، والتي لا أحد لديه معلومات دقيقة عن حجمها أو أماكن تواجدها واصولها ولم يتم التطرق له
ثمة أسئلة لا أحَدَ يطرحُها، أسئلة مهملة ومغيبة، منها، ما النظافة؟ وما قيمتها؟ للنظافة في الإسلام قيمة إيمانيّة، وقد دعا إليها القرآن الكريم وبقية الكتب السماويّة الأخرى بمحبة ووئام، وهي جزء مهم من الإيمان بالله.
وتعدُّ عبادة رفيعة المستوى يجب أن يتحلى بها كلُّ إنسان، وفي كل الأوقات والظروف.
وهي تشمل جوانب الحياة كافة، ومن أهمّ أنواعها، نظافة مياه الآبار والانهار الشواطئ.
وقد حثّت الأمم المتقدمة على عدم تلويث الأنهار ورمي الأوساخ والفضلات بها، ولا تقل نظافة البيوت شأنا عن نظافة مياه الأنهار، فضلا عن نظافة الطرق والحدائق وجميع أروقة المكان من أجل بيئة نظيفة وآمنة.
إن رمي القمامة والأوساخ في الطرق والأرصفة، وأمام البيوت والدكاكين ودوائر الدولة، حالة مخجلة ومعيبة.
ورفعها مسؤولية وطنية وإنسانيّة وأخلاقيّة بغية إلاّ تُصيب الأخرين بالأمراض، وإن إزاحة الأوساخ والقاذورات عن الطرق إن وجدت، هذا دليل ثقافة وعافية ووعي، حيث إن رمي القمامة يلوث الهواء، وبالتالي تُصاب كل البيئة بتلوث عام.
النظافة بالمجمل مسؤولية الجميع، ولها أهمية كبيرة في حياة الناس، ولها شأن كبير في رفع مستوى ثقافة المجتمع، وتقع أهميتها في تحقق الكثير من الأنشطة والمجالات، ولعلَّ مجال السياحة واحدٌ من تلك الأنشطة المهمة، والتي تنتعش بها زيادة واردات الدخل القومي، وبالسياحة تنهض المجتمعات وتُحدث تغييرا كبيرا، وفي أحدى توصيفات النظافة هي الوجهة للسائحين القادمين من بلدانهم، لكشف جماليات العالم في الضفة الأخرى، وهي واحدة من أهم مظاهر احترام الإنسان، لذا ينبغي أن يتصف بها.
فضلا عن حمايتها للكائنات الحية من الأمراض كافة، وتقلل من الاصابة بتلك الأمراض أيضا، ومن الممكن جدا أن تنتشر تلك الأمراض بسرعة فائقة في حالة إهمال النظافة، وتعدُّ سلوكا اجتماعيّا لافتا، لذلك العناية بها والالتفات إليها ضرورة ملحة، وقالوا سابقا:(من شبَّ على شيء شاب عليه).
اهتمَّ الإسلام وبقية الأديان الأخرى بالنظافـة الفرديّة والعامة، نظافة الفرد والبيئة والمجتمع والطرق، ودعت تلك الأديان إلى الالتزام بالنظافة.
وقد حثت على النظافة الداخليّة والظاهريّة للناس عامة.
فالنظافة هي عادة وممارسة وسلوك وفعل يومي يقوم به الإنسان للمحافظة على صحته أولا وأخيرا، وهي واحدة من ضروريات الحياة العامة، وتعد أمرَا في غاية الأهمية، ومن دون أدنى شك هي تحافظ على صحة الجسم وتقيه من أمراض عدة، منها الالتهابات و الأمراض الجلدية وغيرها.
ومفهوم النظافة يمثل النقاء والجمال والصحة والسلامة والإيمان، ولها طقوسها في تأسيس واجهة صحية ضد كل الملوثات.
فضلا عن بعدها الاجتماعيّ.
ويمكن القول إن نظافة المنزل أو مكان العمل أو الشارع يظهر القيمة الثقافيّة للناس، وهي صفة من صفات الذين يرون الحفاظ على صحتهم يبدأ بها للوقاية من الأمراض.
وقد لعبت دوراً كبيرا في تحديد القيمة الثقافية للطبقة السياسيّة أيضا، ولن ننسى ما حدث للسيّد رئيس الوزراء الهولندي Mark Rutte ففي عام 2018 حين سقطت قهوته على الأرض قام بتنظيفها بنفسه وهو محاط بمجموعة من عمال النظافة.