يوسف نمير
في أواخر كانون الثاني (يناير)، مع مقتل الآلاف من قوات المرتزقة التابعة له في معركة من أجل مدينة (باخموت) المدمرة، قدم رئيس مجموعة فاغنر (يفغيني بريغوزين) عرضًا استثنائيًا لأوكرانيا.
وقال (بريغوزين) إنه إذا سحب القادة الأوكرانيون جنودهم من المنطقة المحيطة ب(باخموت)، فسيعطي كييف معلومات عن مواقع القوات الروسية، والتي يمكن أن تستخدمها أوكرانيا لمهاجمتهم.
نقل بريغوزين الاقتراح إلى اتصالاته في مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية، الذين أجرى معهم اتصالات سرية أثناء الحرب، وفقًا لوثائق استخبارات أمريكية لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا تم تسريبها على منصة الدردشة الجماعية( Discord).
دخل (بريغوزين) في عداء علني مع القادة العسكريين الروس، الذين ادعو بشدة أنهم فشلوا في تجهيز وإعادة إمداد قواته، التي قدمت دعمًا حيويًا لجهود موسكو الحربية.
لكنه أيضًا حليف للرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، الذي قد يعتبر عرض (بريغوزين) مقايضة أرواح مقاتلي (فاغنر) بالجنود الروس خيانة.
اما بالنسبة إلى الوثيقة المسربة، فهي لا توضح مواقع القوات الروسية التي عرض (بريغوزين) الكشف عنها، وبالرغم من شكوك واشنطن حول المعلومات المسربة الأخيرة، والتي أدلى بها (بريغوزين)، إلا أن أوكرانيا مصرة على اعتراض تلك الوثيقة، مشيرة إلى أن هنالك مخططا كاذبا، قد كشف عنه هذا الرجل في محاولة منه لاستمالة (زيلينسكي) وقواته إلى فخ عاثر.
لكن لا جدال حول إحباط (بريغوزين) المرير من القتال الطاحن في (باخموت).
وقد اشتكى، علناً وسراً، من أن وزارة الدفاع الروسية، لم تقدم لمقاتليه الذخيرة والموارد الأخرى التي يحتاجونها للنجاح.
شهدت مدينة (باخموت) الواقعة شرقي أوكرانيا بعض أكثر المعارك دموية في الحرب.
على مدى الأشهر القليلة الماضية، في عملية طحن ذهابًا وإيابًا تقاس بالكتل السكنية في المدينة، تكبدت القوات الأوكرانية والروسية خسائر فادحة في الأرواح.