يعقوب يوسف جبر
كانت ولا تزال الاعتداءات العشائرية ذات الطابع القبلي فاعلة في المجتمع العراقي خاصة في المحافظات الجنوبية أو محافظات الفرات الاوسط أو في بعض مناطق العاصمة بغداد. وهي سلوكية اجتماعية موروثة منذ مئات السنين وليست وليدة اليوم أو الامس القريب.
فبسبب هذه السلوكية يسقط الضحايا وتراق الدماء وتحرق المنازل. سواء طلبا لثأر قديم أو حديث أو كردة فعل تجاه قيام الآخر بعمل ما. وللأسف الشديد تجذرت هذه السلوكية في مجتمعنا، حتى باتت جزءا لا يتجزأ منه. ومن أغرب الحوادث المرتبطة بهذه السلوكية الاعتداء على معلم أو مدرس أو تربوي أو مدير مدرسة. أو موظف أو مواطن بسبب التزام هؤلاء بالنظام. فمثلا ضمن نطاق النظام التعليمي والتربوي حدثت حوادث كثيرة بسبب رسوب طالب أو طالبة. فيهب اهل الطالب أو الطالبة هبة رجل واحد للاعتداء على مدير مدرسة أو معلم٠
إن وقوع هذه الاعتداءات بشكل متكرر يشير بوضوح تام، إلى تدني الوعي التربوي والادبي وشيوع الامية الثقافية، فمن البديهي أن أي مجتمع يميل إلى استخدام وسائل العنف، هو بلا أدنى شك مجتمع متفسخ. لا يحترم هويته وقيمه سواء الدينية أو الانسانية الاخلاقية. فبحسب المعايير الدينية والانسانية والاخلاقية المحضة، يمكن اللجوء إلى الوسائل السلمية لتلافي حدوث الاعتداءت العشائرية، وايجاد الحلول عبر التسامح انطلاقا من قاعدة الصلح خير. باعتبار أن بعض الاشخاص معرضون للخطأ بدون أن يتعمدوا اقترافه.
لكن ماهي المعالجات لهذه السلوكية المقيتة؟
1 - افتتاح ورشات لتنمية السلوك المدني عبر بث الوعي التربوي.
2 - تطبيق العقوبات الصارمة وحسب قانون العقوبات بمحاكمة وإدانة ومعاقبة من يرتكب اية اعتداءات بدوافع عشائرية محضة.
3 - الترويج لأخلاقية التسامح وحكمته في المؤسسات التعليمية ودوائر الدولة كافة.
4 - التوعية بأهمية موظفي الدولة، خاصة الكوادر التربوية التي تؤدي مهاما ذات طابع تربوي وتدريسي تساهم في تأهيل الاجيال علميا وتربويا.
5 - عقد الندوات العامة لالقاء الضوء على هذه السلوكية وبيان بعدها النفسي والاجتماعي والاخلاقي والتعريف بمضارها. مع الحث على تعلم واكتساب صفة التسامح الاجتماعي التي تعد من أنبل الملكات.
6 - تسخير وسائل الاعلام وتوظيفها لتناول هذه السلوكية بالبحث والنقاش ووضع التوصيات والحلول.
إن استخدام العنف ذي الطابع العشائري في مجتمعنا، فيه دلالة واضحة على انحطاط الوعي الاجتماعي وتمسك بعض الاشخاص والطبقات الاجتماعية بوسائل التعصب والقوة الغليظة.
لذا يتوجب توظيف كل الامكانيات لاحتواء هذه الظاهرة ومن ثم الارتقاء بالمجتمع.