بغداد: نافع الناجي
حث خبراء في مجال الإدارة والاقتصاد، الحكومة على تفعيل مبادرات الطاقة المتجددة والتوسع بها ومغادرة الأساليب الملوثة للبيئة لاسيما بعد الدخول باتفاقيات دولية ملزمة بهذا الشأن.
ويرى التدريسي في كلية الإدارة والاقتصاد الدكتور محمد سمير، أن التنويع في قطاعات الاقتصاد بات ضرورة، إذ يمكنه تحقيق النمو ومنح المرونة اللازمة للنهوض وتقديم الخدمات الأساسية وإتاحة الفرص الاقتصادية والاستثمارية وتحقيق الاستقرار المجتمعي عبر تحسين البنى التحتية وتوفير الخدمات والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.
وأضاف أن العراق دخل في أزمات اقتصادية كبيرة كادت أن تؤدي إلى تدمير النظام الاقتصادي للبلد بكامله، لاسيما مع اضطرار الحكومات السابقة إلى الاقتراض محلياً ودولياً مرات عدة لسداد بعض التزاماتها. من جهته، قال الباحث في مجال الاقتصاد عبد الكاظم الخاقاني: إن هوية الاقتصاد ريعية، إذ تعتمد عائداته النقدية اعتماداً شبه مطلق على الريع النفطي في غياب أي أنشطة إنتاجية أخرى تسهم في الإيرادات العامة.
ولفت إلى أن الكثير من المشاكل الاقتصادية أثرت بشكلٍ مباشر في المحافظات التي هي على خط الفقر أو دونه ومنها المثنى، الديوانية، الناصرية وغيرها، التي تنعدم فيها مصادر الإنتاج وأهملت فيها الزراعة وتوسعت مساحات التصحر، فضلاً عن تهالك مصانعها وتقادم عمرها الافتراضي وبات طابعها استهلاكيا بشكلٍ كبير. وفي اتجاهٍ اخر، لا يرى مازن السعد، الباحث والخبير المختص بالطاقة المستدامة، ضيراً في الاستمرار بالاعتماد على قطاع الطاقة الأحفورية، لكنه يشدد على أهمية أن يتجه العراق إلى إنتاج الطاقة بطريقة غير تقليدية، لأن البلد مغيّب تقريباً عن العالم، بالانتقال من الطاقة الملوثة للبيئة إلى الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة، على الرغم من أن العراق دخل باتفاقيات كبيرة مع عمالقة هذا النوع مثل توتال الفرنسية وغيرها.
وأضاف أنه يجب ان تعي الحكومة خطورة هذا الموضوع، فالتوجه نحو الطاقة النظيفة لا يلغي دور الوقود الأحفوري المعروف أنه رخيص التكلفة بالنسبة للدولة المنتجة، لكنه بالوقت نفسه لن يتمكن من مجاراة العالم في الطاقة المتجددة والنظيفة.
وتابع أن العراق بدأ الآن في مشاريع بسيطة في هذا الاتجاه، لكن هناك مشروع إنتاج الطاقة التوليدية من غاز الهيدروجين الأخضر، وهي طاقة بديلة شرعت وزارة النفط بمركز البحث والتطوير بهذا المشروع بشكلٍ صغير وتمكنوا من إنتاج الكهرباء بدلا من استخدام المولدات.
ونبه السعد إلى أهمية استخدام الهيدروجين عبر تحليل المياه وفصل الأوكسجين عن الهيدروجين، إذ يتم استخدام الأوكسجين وبيعه لوزارة الصناعة للاستعمال الخاص بهم، بينما يحول الهيدروجين إلى الطاقة، وهناك شراكة الآن بين وزارة النفط وشركتي (سلندر زيرو وهليبرتون) في هذا الاتجاه، برغم أن الموضوع لا يزال في بداياته الأولى.
وأقر السعد بوجود مشاكل كبيرة في توفير الطاقة الكهربائية، مثل مشاكل توريد الغاز الجاف من إيران، ولذلك لا يوجد حاليا على أرض الواقع بديل واضح عن الطاقة الأحفورية، على الرغم من أن الحكومة أجرت تعاقدات أخيرة مع فرنسا وشركة توتال لإنتاج نحو 2000 ميغاواط عن طريق شركة (مصدر) وشركة صينية من الطاقة الشمسية، لكن هذه الاتفاقات حتى الآن هي مجرد حبر على الورق، مشيرا إلى عدم وجود إمكانيات بقطاع التكنولوجيا تضاهي العالم، كما أن الملاكات لا تزال فقيرة.
تحرير: علي موفق