قَصَائِدُ لا شَكْلِيِّة

ثقافة 2023/05/25
...

 صالح رحيم 


ثمةَ خَدَرٌ إلهيٌّ، اضطرابٌ جماليٌّ، انفعال جوَّانيٌّ، حركةٌ تعتمل في الداخل، لا أستطيع وصفها بالتحديد، تأخذ بيدي إلى اقتحام العالم. 

*

تعلّمتُ البَراعةَ في انتهاك خصوصيَّة الأنهارِ من فشلي المُبَكِّرِ في تعلّم السّباحة، كانت حالاتُ الغرقِ شاعريَّةً إلى حدِّ النجاة. 

*

أفكِّرُ في انتزاعِ البحرِ من صورته، بالرؤية الخالصة إلى ظمأ البحار. 

*

لا يتوارى الملاكُ، وهو ينأى، إنَّما يقترب بطريقة معكوسة. 

*

لم أكنْ حراً في اختيارِ قَدَري، عَبْرَ شبكةٍ عميمةٍ من المصادفات: وصلتُ إلى الثلاثين. 

*

لا غوثَ أحَبُّ إلى نفسي، من لحظةٍ مليئة بالوجود. 

*

نَجَحَت، شَرِكاتُ التجميلِ، في تأصيلِ أنموذجٍ قبيحٍ للمرأةِ الجميلة. 

*

عَطَبٌ يعتري أوصالَ اللحظةِ فَيَنْسَكِبُ الوجود كُلُّه هباءً دونما رجعة. 

*

البيوتُ التي تغُطُّ في نومٍ عميق، هي بيوتٌ مدنيَّة. 

أقبضُ على حياتي، كمن يقبضُ على آخر لحظة في حياته. 

شَظَفٌ استطيقيّ، يلفُ الشوارعَ والزوايا، كأنَّ العصرَ يلفظُ أنفاسه الأخيرة. 

يُريبني التوقفُ المفاجئُ لقدميَّ وهما تسعيانِ إلى الأبديَّة، كان أحرى بالأقدام أن ترى فداحةَ المسعى. 

تشير اليافطةُ إلى زمنٍ سحيق. الزمنُ السحيق يشير إلى اليافطة. بين الزمن واليافطة: لا أحد يشير إلى لا أحد. 

*

ثمة سلطةٌ جماليَّةٌ تفرض نفسها بقوة على اختياراتنا وأذواقنا، بالنسبة لي لا أعترف بأيِّ سلطة في الحكم الجمالي، وانعجابي بعمل كلاسيكي لا يختلف عنه بعمل معاصر.