رهان حكومي على النجاح الاقتصادي

العراق 2023/05/31
...

 بغداد: حيدر الجابر

 

منذ أن تسلمت الحكومة الجديدة مهامها قبل أشهر، برز خلال أدائها توجه نحو الجانب الاقتصادي، المدعوم من مجلس النواب، حيث زادت وتيرة المؤتمرات الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية، وزيادة القروض لتشجيع القطاع الخاص، في ظل وفرة مالية غير مسبوقة.

وأشادت النائبة ابتسام الهلالي، بتوجه الحكومة الاتقتصادي، معلنة دعم مجلس النواب الكامل لها. وقالت الهلالي لـ"الصباح": إن "الحكومة الجديدة مهتمة بالنهوض بالاقتصاد الوطني لأن كل الدول تُبنى بالاقتصاد، وقد توجهت الحكومة على الزراعة والصناعة والتجارة"، وأضافت أن "الحكومة تسعى لتقوية الدينار، وقد منحت القروض والتسهيلات للزراعة والصناعة، وشجعت الاستثمار لتقليل العجز بالموازنة" .

وبينت، أن "التوجه الاقتصادي يمهد لبناء دولة قوية"، متوقعة نجاح الحكومة في هذا الملف، ولا سيما إذا تضافرت الجهود السياسية، وأشارت إلى أن العراق "مر بتجربة حرجة بعد الحرب الأوكرانية"، معلنة "دعم البرلمان لبرنامج الحكومة للوصول إلى اقتصاد قوي" . بدوره، عزا المدون والكاتب، حسن الغزي، توجه الحكومة الاقتصادي إلى 3 أسباب. وقال الغزي لـ"الصباح": إن "3 أسباب تقف وراء التوجه الاقتصادي للحكومة، الأول هو استقرار الوضع الأمني والسياسي وهو أمر طبيعي لأن أولوية الاقتصاد تأتي بعد الأمن"، وأضاف، أن "السبب الثاني هو توجه المنطقة عموماً نحو المف الاقتصادي، ومنها السعودية التي لديها رؤية 2030 والكويت التي لديها رؤية 2035"، وتابع أن "السبب الثالث خاص بالسوداني الذي شغل أكثر من منصب، ومنها وزارة العمل عرف أن مشكلة العراق الرئيسية هي الفقر على حقيقته وليس أرقاماً" . وأكد، أن "السياسة هي تعبير مركز للاقتصاد، والسياسة والاقتصاد من الصعب الفصل بينهما" . والأسبوع الماضي، استضافت بغداد مؤتمر "طريق التنمية" الذي من المتوقع أن يرفع من مستوى المنطقة الاقتصادي والاجتماعي، حيث يربط بين آسيا وأوروبا عن طريق خط سكك حديد متطور ينطلق من الفاو وصولاً إلى زاخو. إلى ذلك،قال الباحث والأكاديمي، هيثم الخزعلي،: إن توجه الحكومة نحو الاقتصاد يهدف لتحقيق نجاح سياسي داخلي بالدرجة الأولى. وقال الخزعلي لـ(الصباح): إن "السياسة عصارة الاقتصاد، ومن أجل تحقيق نجاح سياسي داخلي لا بد من أن يكون هناك وضع اقتصادي جيد ومريح للمواطن"، وأضاف "لذلك ركز السوداني على البطالة والفقر ضمن أولوياته الخمس داخليا" . وتابع: "أما خارجياً؛ فقد اعتمد السوداني مبدأ العلاقات المنتجة، ومقدار ما ينعكس على العراق اقتصادياً أو في مجال مكافحة الفساد"، وبيّن أنه "في هذا السياق تأتي كل جهوده وعلاقته مع ألمانيا وفرنسا والدول الأوروبية، كما أنه النهج نفسه المعتمد مع دول الجوار" . وختم الخزعلي بالقول: إن السوداني "طرح مشروع (طريق التنمية)، مع طرحه فكرة إنشاء تكتل اقتصادي في المنطقة ممكن أن يتحول لسوق مشترك ثم تكتل مثل الاتحاد الأوروبي".

تحرير: محمد الأنصاري