ماذا يعني فوز أردوغان لتركيا ودول الجوار؟

آراء 2023/06/04
...

 د. سعاد ناجي العزاوي
فرح الشعب التركي لأن اردوغان على ما يبدو يمثل ارادتهم بالاساليب الديمقراطية، ولهذا السبب لا تريد أميركا والغرب اي أنظمة ديمقراطية حقيقية في المنطقة العربية والإسلامية الغنية بالثروات، وإنما تريدها شكلية بمحاصصات طائفية وعرقية
 تستطيع بها فرض ممثلي الاقليات التابعة لهم ومرتزقتهم، ليوقعوا معها اتفاقيات تقوم بحمايتهم بالقواعد العسكرية التي ترفضها الشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالها.
المفروض الديمقراطية الحقيقية تمثل إرادة الأغلبية وأميركا والغرب الاستعماري يريد فرض ممثليهم من الأقليات، ليقوموا بحكم البلد عن طريق سفرائهم وقواعدهم بحجة حمايتهم مثلما تحمي أميركا مرتزقتها في كردستان والخضراء بخمس قواعد عسكرية في العراق.
اما موضوع دجلة والفرات فهي أيضا مشاريع استعمارية اقترحتها أميركا وحلف الناتو على تركيا منذ الستينات عن طريق شركة EBSCo الاستشارية العملاقة، وقامت بتقديم قروض وتسهيلات فنية وتكنولوجية بالمليارات لهم بفوائد كبيرة، لتتحكم مستقبلا بتشغيل هذه المشاريع ويتم تسديد القروض من عائدات زراعة مليون واربعمائة هكتار من الاراضي في منابع النهرين بمنتجات زراعية تدعى (cash products ) اي تحويل مياه النهرين إلى مليارات جراء تصدير هذه المنتجات، وكذلك تقوم شركات مثل ( Nestlé ) وغيرها بتعبئة المياه العذبة من السدود في قناني بلاستيكية وتوريدها، لكل انحاء العالم وتجني المليارات منها. هذه قروض لا تستطيع تركيا تسديدها وحدها، فالمشاريع أصبحت (مساطحة) للتسديد منذ سبعينات القرن الماضي. لذلك لا يستطيع اردوغان أو غيره الوقوف بوجه حقوق الشركات، التي نفذت هذه المشاريع العملاقة الألمانية والنمساوية والفرنسية والأمريكية وغيرها. وبالرغم من أن أميركا مشتركة بالتآمر على مياه النهرين اعطتها الحكومة العراقية عام 2014 - 2015 خمسة مليارات دولار لوضع ستراتيجية المياه في العراق. فماذا اقترحت أميركا في الستراتيجية العراقية؟
أن يتقبل العراق واقعا ألا تزيد تركيا وايران الحصص المائية الحالية! والتي تمثل 20 % فقط من الوارد المائي للنهرين قبل إنشاء سدود تركيا وايران. كذلك اقترحت الستراتيجية لإدارة المياه في العراق قيام العراق بتحلية مياه البحر ومرتجعات مياه المبازل الزراعية لاستخدامها في الأهوار!، والشعب العراقي يدبر حاله بصرف 175 مليار دولار شراء تقنيات حديثة من أميركا والغرب لتجاوز محنة المياه والمتوقع جفاف النهرين بهذه الخطة الستراتيجية.
تركيا جزء ضعيف من حلف الناتو تنفذ أجنداته شئنا أم أبينا، وبكل الاحوال فوز أردوغان لن يغير من سياستها تجاه العرب، كما يتوقع البعض، لأنهم مسلمون لانها مستعدة للتضحية بعلاقاتها مع الدول العربية وفق الارادة الغربية لضمان عدم قيام أميركا والغرب بتأييد ودعم الاكراد لفصل مناطق جنوب غرب الاناضول ذات الاغلبية الكردية والغنية بالموارد عن تركيا، كما فعلوا بالعراق وسوريا. مع احترامي لوجهة نظر الجميع.