العمليات القيصريَّة.. كابوسٌ يهدّد حياة الأم

ريبورتاج 2023/06/05
...

 سرور العلي 

تجربة مؤلمة عاشتها فاطمة حسن أثناء حملها بطفلها الأول، إذ كانت تشعر بالخوف من أن يصاب جنينها، بسبب حوضها الضيق لذا نصحتها إحدى الطبيبات بإجراء عملية قيصرية لولادة الطفل بسلام، وتقول عن ذلك: "ترافقني أحياناً آلام مختلفة قرب الجرح الولادي أو أشعر بالصداع".

خوف الأم

تلجأ معظم الأمهات للعمليات القيصرية، لحماية الطفل والهروب من ألم المخاض، واعتاد الأطباء على تحويل الولادة الطبيعية إلى قيصرية، حين يشعرون أن الطفل ستكون حياته مهددة بالخطر.

الدكتور خلدون إقبال أوضح: "هناك عدة أسباب تكون صحية مرضية، مثلاً أن الطفل يأتي على مقعده أو أحياناً يكون الحبل السري ملتفاً حوله، أو يكون هناك تعسر بالولادة خاصة للأم التي تكون لها الولادة الأولى، وهي أسباب لها دواع مرضية، أما النوع الثاني فهو الاختياري ويكون من دون أي دواع مرضية صحية، فهو ببساطة رغبة الأم بأن تتخطى آلام المخاض الشديدة جداً، ولا تخوض تجربة الألم أثناء الولادة، فتلجأ للتخدير النصفي ولا تشعر بنفسها ألا وطفلها بجانبها من دون أي ألم تشعر به، لكن تبقى مشكلة مهمة وهي أن الجرح بعد العملية، وبلا شك سيعيق حركة الأم ويسبب لها ألماً شديداً، وكذلك ممكن أن يلتهب الجرح ويتكون قيح مما يؤجل التئامه، إضافة لتشوه جلد البطن، بسبب الجرح وغيرها من الأمور الجانبية التي تحدث مع الولادة القيصرية الاختيارية".


أسباب أخرى

كما أن هناك أسباباً تدفع الأم لولادة طفلها بعملية قيصرية وهي "إذا كان وضع الطفل غير طبيعي فإن تلك الولادة أكثر أماناً له، وإذا كان هناك أكثر من طفل في بطن الأم، في حال عدم حصول الطفل على كمية مناسبة من الأوكسجين، إذا كانت الأم تعاني من أمراض معينة كالسكر والضغط أو القلب أو مصابة بفيروس وعدوى، وفي حال انفصال المشيمة عن بطانة الرحم، وكذلك وجود عيوب خلقية في الجنين كثقب في القلب أو سوائل في دماغه". 

وبين إقبال "قد تشعر الأم بألم بعد الولادة يستمر لعدة أيام، كما أن الجرح قد يلتهب، لذلك عليها أن تأخذ العلاجات والمضاد الحيوي، والالتزام بتعليمات الطبيب".

تقول زهراء باسم (أم لطفلين): "هناك أمهات لا يدركن خطورة تلك العمليات، إذ قد يتعرضن للنزف والوفاة والجرح، ومخاطر بسبب التخدير".


مزايا

في حين أشارت القابلة أم محمد إلى أن مزايا الولادة الطبيعية كثيرة مقارنة بالقيصرية، إذ إن الطبيعية لا تتضمن الجراحة، ولا تشكل مضاعفات خطيرة، وتعود الأم لممارسة حياتها اليومية بنشاط، وتسهم بوقاية الطفل من الأمراض كالربو والسمنة والسكر مستقبلاً، كما أن الولادة الطبيعية تساعد الأم على رضاعة طفلها بصورة سليمة، لا سيما أن الدقائق الأولى للرضاعة مهمة للطفل ومفيدة وغنية بأجساد مضادة لحماية الطفل من الأمراض، وكذلك فإن عبور الطفل أثناء الولادة الطبيعية بانقباض عضلات الأم ثم خروجه يسهم بتخليص رئتيه من السوائل الزائدة، ما يجعله يتنفس بشكل طبيعي، بالإضافة إلى أن جسمه سيحصل على نسبة معينة من البكتيريا خلال تلك العملية، تساعده على المناعة وامتصاص عدة فيتامينات، ونضج دماغ الطفل في هذه الولادة وتنظيم وظائف المخ، وسيكون مهيأ للرضاعة الطبيعية من دون مواجهة صعوبات، كما أن الولادة الطبيعية عادة ما تكون بأجور زهيدة، على العكس من العمليات القيصرية التي تتسم بمبالغ باهظة الثمن، لاسيما ونحن في وضع اقتصادي متدهور، وقد يتمزق الرحم أثناء العملية القيصرية وتهدد حياة الأم وجنينها، ما يتطلب إزالة الرحم، وفي تلك الحالة لا تحمل مرة أخرى.