متى يسود السلام؟

آراء 2023/06/08
...






  وجدان عبدالعزيز

وضعت الأمم المتحدة يوماً خاصاً للاحتفال بيوم السلام العالمي، ليكون مناسبة عالمية مشتركة تحتفل بها جميع شعوب العالم، فاتخذت يوما من كل عام لتكريس وتمجيد أهمية السلام، لدى الإنسان وتعزيز الُمثل والقيم الإنسانية لتعم وتنتشر بين شعوب الكرة الارضية، فالسلام، هو مفهوم الحالة المثالية للسعادة والحرية بين جميع الشعوب والأمم على الأرض، وهذه الفكرة المتمثلة بعدم وجود عنف في العالم، هي أحد الدوافع التي تحفز الشعوب والأمم علي التعاون طوعًا، وبمحض ارادتها بالمحبة والسلام، فالثقافات والديانات والفلسفات والمنظمات لكل منها مفهومه الخاص عن كيفية إحلال السلام في العالم، وبما إن السلام سمة إنسانية بارزة وفلسفة راسخة يهدف إلى تحقيق الخير والسعادة للبشرية جمعاء، وأيضا يُعتبر قيما إنسانية مشتركة للتسامح والتعايش والحوار واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر ونبذ العنف وجميع أشكال العصبية والتطرف والكراهية والتمييز، لذا كان الهدف المعلن لمختلف المنظمات الدينية والعلمانية
هو تحقيق السلام العالمي من خلال حقوق الإنسان، والتكنولوجيا، والتعليم، والهندسة، والطب، والدبلوماسية المستخدمة لإنهاء جميع اشكال القتال، ولم تزل صيانة السلام العالمي وتدعيم التنمية المشتركة مهمة موحدة لكل الشعوب، في هذا السياق، فيجب على دول العالم العمل على الاستفادة المتبادلة والتكامل على قدم المساواة وبذل جهود متضافرة لبناء عالم منسجم، كما يجب على دول العالم توسيع التواصل والتعاون بينها على أساس المنافع المتبادلة في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية، كما اشرنا، كي تتحقق التنمية المشتركة والازدهار العام، وجعل الاحترام المتبادل والوفاء بالعهد والإيمان بحسن الجوار والاعتزاز بالصداقة مع كل دول العالم، يُمثل من الركائز الأساسية للثقافة العالمية، ثم دعم التنمية المشتركة، وجعل القيم الموجهة نحو احترام الآخر والتسامح معه، هي القيم التي تساعد في الانتقال من ثقافة الحروب إلى ثقافة السلام المرتكز على حقائق التعددية وآلية الحوار بين الثقافات، لأنه لا يمكن أن يزدهر السلم إلا بإشاعة روح التضامن والاعتراف بالإنسانية المشتركة، وبالتالي فإن السلام هو الذي يمنح المجتمعات استقراراً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، فالنزاعات المسلحة وغياب الاستقرار السياسي، لهما انعكاسات خطيرة على مؤشرات التنمية، ويتحقق السلام العالمي من خلال: التواصل الذي يسهم في تعزيز التعاون بين الدول النامية، ويمثل الحجر الأساسي للعلاقات الدبلوماسية في ظل الظروف الجديدة، التي تقود إلى التفاهم، ثم التواصل يفترض الحوار والتفتح على الآخر ونبذ الفكر الواحد وقبول الرأي الآخر، الذي يرتبط بترسيخ التفاهم كمرجعية لتفكير الأفراد وسلوكهم في مختلف المؤسسات الاجتماعية، ثم التفاهم الذي يمنع سقوط الأفراد والجماعات في مزالق التطرف والتعصب ويزيد الاحترام للتنوع الثقافي، حيث يقوم بتعزيز القواسم المشتركة وإقصاء الفروق والانفتاح على الآخر المختلف والاعتراف بقيمة الآخر وقدرته والحوار معه، حيث يقود إلى أسس التعايش السلمي، بعد ذلك يأتي عامل التعاون، وهو شرط ضروري للسلام وللتقدم الاقتصادي وإشاعة روح التضامن بين الشعوب، لانه الطريق الذي يمكن من خلاله تحقيق السلام العالمي، عندما يفهم مواطني العالم المشاكل العالمية، وبهكذا خطوات يصبح العالم أسرة إنسانية كونية تقوم على التواصل والتفاهم والتعاون، ولذا جاءت العلاقات التاريخية بين المجتمعات والدول مترجمة لتلك الضرورة الإنسانية في نشدان السلام العالمي، وكانت العلاقات الاقتصادية وتبادل المنفعة والبحث من خلال هذا على قضية التكامل الاقتصادي والتنميات المستدامة بين شعوب العالم بحيث اصبحت صُلب الحوار والاستماع للآخر، فكيف يعم السلام العالم؟، والحقيقة ان الفكرة المتمثلة بعدم وجود عنف في العالم هي أحد الدوافع، التي تحفز الشعوب والأمم على التعاون طوعًا، وبمحض إرادتها، أو بحكم نظام الحكم، الذي يعترض علي حلها بالمحبة والسلام. فالثقافات والديانات والفلسفات والمنظمات لكل منها مفهومه الخاص عن كيفية إحلال السلام في العالم، وعلى جميع شعوب العالم احترام الاراء
والمعتقدات بينها، ولا ننكر دور الامم المتحدة في إنهاء العديد من الصراعات، في كثير من الأحيان من خلال الإجراءات التي يتخذها مجلس الأمن – وهو الجهاز الذي تقع على عاتقه المسؤولية الرئيسية، بموجب
ميثاق الأمم المتحدة، وهي الحفاظ على صون السلم والأمن الدوليين.