الشباب ومسؤوليَّة التغيير

آراء 2023/06/10
...

  محمد احمد فارس

حق المشاركة بجميع أشكالها ومجالاتها حق من حقوق الإنسان الأساسية كما جاء في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، وهو أداة للتنمية الفعالة وأسلوبٌ للممارسة السياسية والمسؤولية الاجتماعية والتربوية لأفراد المجتمع، وهي تعطي الإنسان الحق في إخضاع جميع القضايا التي تؤثر فيه وفي جماعته، للمناقشة وإبداء الرأي وتنمي الشعور الوطني لديه. وحتى يتسنى للمرء أن يعبر عن قناعاته بوضوح وجرأة من موقع الاختلاف مع النظام السياسي، يفترض وجود الديمقراطية التي من خلالها يمكن الحديث عن مشاركة جادة لكل قوى المجتمع بمن فيهم الشباب؛ تحقيقاً لرغباتهم وقناعاتهم وتعبيراً عن الشعور بالانتماء للمجتمع الذي يعيشون  فيه.
والأهمية السياسية للشباب تكمن في أن للسن دورا كبيرا في تحديد درجة الاهتمام السياسي، وضمن هذا المفهوم، فالشباب هم القوة السياسية المتحررة والمنفتحة والأكثر راديكالية، والحزب الذي يحوز على ثقتهم ويمتلك عقولهم وسواعدهم، فإنه يتقدم بثبات لتحقيق أهدافه، سواء أكانت وطنية تحررية أم ديمقراطية اجتماعية. ولذلك فإن دور الشباب في مشروع التغيير العربي المعاصر يتمثل في اتجاهات ثلاثة، الأول: البناء والقيادة والتخطيط والإدارة والتطوير الداخلي للمشروع، ليبقى حداثياً معاصراً وقادراً على الفعل، ومتجدد الأفكار والابتكار في الوسائل والأساليب، والثاني: التفاعل مع المحيط والتأثر والتأثير به، في ما يعرف بالمعاصرة والتجدد الحضاري، والذي يمنع التكلس أو الجمود أو التخلف عن ركب التكنولوجيا، والمتطلع إلى واقع أفضل والذي لا تقعده التحديات في سبيل ذلك، الثالث: استمرار انهاض المشروع من أي كبوة، وتقديم التضحيات في سبيل إنجاحه، وتحمل تبعات المواجهة مع الخصوم وقوة الشد العكسي في الأوطان وعلى الحدود، بما في ذلك التنافس وربما الصراع في المضمار الحضاري.