ميساء الهلالي
منذ أن انطلقت حملة دولة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والتي حملت عنوان ( بغداد أجمل)، ونحن كمواطنين نتتبع الخطوات السريعة التي تخطوها جميع الأيادي المساهمة في تلك الحملة
والتي حولت بعض المناطق والطرق الرئيسية إلى لوحات رائعة تريح النفس وتجذب العين، التي ملّت من النظر لسنوات طويلة إلى تلول الأنقاض والشوارع الظلماء والطرق المتعرجة ذات التعبيد الثمانيني.
فبمجرد التجوال ليلا في شوارع العاصمة والتمعن في الطرق الرئيسية، التي أنيرت بعناية وتزينت بالحدائق، التي بدأ العمل الهندسي فيها يقطف ثماره يشعر المواطن بلمسة أمل جديدة وواقع ظل ينتظره لسنوات طويلة حتى نسي انقطاعات التيار الكهربائي وشح المياه والشوارع الفرعية غير المعبدة وشبكات المجاري المتهرئة، والتي تحول بغداد إلى مسبح مجاني مع هطول أولى قطرات المطر وغيرها من التوابع، التي تنطوي تحت قائمة مسمى البنى التحتية.
وهذا الاستنفار الحكومي شمل أيضا أغلب محافظات العراق، والتي تطورت وبشكلٍ سريع، فتعبدت الطرق وأضيئت الشوارع المظلمة وشكلت الحدائق الوسطية حزاما يمتع النظر ويغض البصر عن بيئتنا
الترابية.
نحن نعلم تمام العلم بأن البنى التحتية لن تحيا بضغطة زر، بعد أن فشلت عشرين عاما في خلق عراق جديد، لا سيما مع تعاقب الحكومات وغياب المحاسبة ضد الاستخفاف بإعمار الوطن، إلا ما ندر.
ولكننا اليوم نشعر ببارقة أمل جديدة مع تعاقب الإجراءات، التي بدأت تتخذها الحكومة في جميع المجالات، وصرنا نتنفس الصعداء مع سماع كل خبر جديد يصب في مصلحة المواطن، مما يدل على أن الشعب العراقي شعبٌ بسيطٌ لا يحتاج سوى إلى الحياة بأبسط مقوماتها، وما كان الاهتمام بالبنى الفوقية، إلا بمثابة حقنة خدرت طموحات الشعب وجعلتهم يشعرون بأن هناك أملا في تحسين واقع الخدمات، والاستبشار بمستقبل قريب أجمل مما سبقه، لذا لا بد من استغلال طيبة هذا الشعب، الذي يحب الحياة ويمتن لأي حكومة تعمل جاهدة لإسعاده والمضي قدما في سلسلة الإعمار والاهتمام بالمناطق الشعبية أيضا والطرق الفرعية والخدمات عموما، والابتعاد عن الانصياع خلف المصالح الشخصية والمهاترات السياسية، التي تعيد البلاد إلى المربع الأول وتحبط الآمال.
فاليوم ينتظر العراقي مزيدا من التركيز على إجلاء سني صبره الطويلة، ومكافأته بحياة جديدة، تشعره بأن هناك حكومة تفعل كما تقول لا عكس ما تقول، فلا شعب يثأر ضد حكومة تسعى جاهدة لتصحيح واقعه الظاهري والخفي أيضا.