بغداد: هدى العزاوي
صدر من مدينة الخبر في السعودية قبل أيام؛ إعلان مشترك بين وزارة الكهرباء العراقية وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي، يتضمن تدشين مشروع الربط الكهربائي الخليجي مع العراق لتزويد جنوب البلاد بقرابة 500 ميغاواط في مرحلته الأولى، إذ من المقرر أن ينطلق فعلياً خلال الأيام القليلة المقبلة.
خلال الإعلان المشترك؛ أشار وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، إلى أن "الربط الكهربائي مع العراق كان حلماً والآن أصبح واقعاً" مبيناً أهمية المشروع وما سيحققه للعراق من فوائد قتصادية ملموسة، وذلك ما أكده خبراء عراقيون في مجال الاقتصاد، أوضحوا أهمية مشروع الربط في دفع عجلة التنمية الاقتصادية ودورة الأعمال.
مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية، مظهر محمد صالح، بيّن في حديث لـ"الصباح": أنه "على الرغم من المبالغ التي صرفت كاستثمارات في قطاع إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية والتي ناهزت (100 مليار دولار)، خلال العقدين الماضيين والتي يفترض أن تجعل بلادنا دولة مصدرة للكهرباء ضمن ستراتيجيات (الربط الخماسي) مع دول الجوار التي ذاع صيتها في تبادل فوائض الطاقة الكهربائية المنتجة منذ أمد بعيد، إلا أنه للأسف ما زالت البلاد حتى اليوم عند مستوى إنتاج يلامس 20 ألف ميغاواط، في حين أن الحاجة الفعلية تبلغ 30 ألف ميغاواط أو ما يقارب ذلك". وأكد أن "مشروع الربط الخليجي يأتي بغية دفع عجلة التنمية الاقتصادية ودورة الأعمال إلى أمام بأقل التكاليف واختصاراً للزمن وتوفير استدامة عرض يغذي الطلب المرغوب المتنامي على الطاقة الكهربائية (وهي معدلات طلب ما زالت ضعف نمو القدرات الاستثمارية والتوزيعية المتاحة) الأمر الذي يولد باستمرار استدامة في فجوة العرض والطلب، وما تسببه من خسائر في التنمية والرفاهية الاقتصادية على الدوام".
وأضاف، أنه "بناء على ما تقدم، فقد بات الربط مع دول الخليج إضافة إلى الربط الحالي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو من الوسائل المتاحة لتوفير الطاقة الكهربائية للبلاد وسد الاحتياجات الكلية بواقع 100 %، وحل أزمة فجوة العرض والطلب المزمنة وأزمتها المستعصية المستمرة منذ العام 1991 وحتى الوقت الحاضر، وبالتأكيد فإن كلفة التجهيز ستبنى على وفق الأسس التنافسية المعتمدة عالمياً وبأفضل أسعار تجهيز الوحدات الكهربائية في العالم".
وأعلنت وزارة الكهرباء وهيئة الربط الخليجي، يوم الخميس الماضي، أن الانطلاق الفعلي لمشروع الربط الخليجي مع العراق سيبدأ خلال الأسبوع الحالي، وتتضمن المرحلة الأولى للمشروع تجهيز الهيئة للعراق بقرابة 500 ميغاواط تمر عبر محطة الوفرة في الكويت وتتجه صوب محطة الفاو في محافظة البصرة.
في غضون ذلك، بيّن الخبير في الشأن الاقتصادي، الدكتور جعفر باقر علوش، في حديث لـ"الصباح": أنه "لا يمكن لأي بلد أن يعيش بمعزل عن محيطه الإقليمي، والعراق محاط بدول إقليمية يتشارك معها في الكثير من المشتركات، مقابل تفاوت الموارد وتنوع المصادر لتلك الدول، لتمثل مجتمعةً حزمة اقتصادية تكاملية مهمة لجميع تلك البلدان؛ ومنها العراق".
ولفت إلى أن "مشروع الربط الكهربائي بين العراق ومحيطه الإقليمي خصوصاً بلدان الخليج العربي ليس بالأمر الجديد، فقد طرح منذ عقد الثمانينيات للقرن الماضي، وأهميته كبيرة للعراق نظراً لضعف القدرات الإنتاجية المحلية للطاقة الكهربائية"، مبيناً أن "هذه المشاريع توفر للعراق إمكانات جيدة إذا ما تم استغلالها بكفاءة، إضافة إلى إمكانية نقل الطاقة إلى بلدان أخرى غير العراق مثل لبنان والأردن، خاصة أن مشروع (طريق التنمية) البري يمنح إمكانية انتقال السلع المتنوعة ومنها الطاقة الكهربائية".
وأكد علوش، أن "الحاجة مُلحّة الآن أكثر من أي وقت مضى في التفكير بجدية بمشروعات تكاملية إقليمية، ليعود العراق بلداً مهماً ومحورياً في المنطقة، ويدخل في منظومة الوفورات التي تحققها قنوات التواصل والشراكات
الإقليمية".
تحرير: محمد الأنصاري