بغداد: هدى العزاوي
ذكر خبراء في الشأن السياسي والدولي أنَّ الحلول موجودة لإنهاء الأزمات والخلافات مابين بغداد وأربيل، عادّين أنَّ هذه الخلافات والأزمات تراكمت جرَّاء عدة أسباب منها عدم الثقة بين الأطراف السياسية وتركة النظام السابق وتضارب المصالح السياسية والحزبية؛ إضافة وجود واقع سياسي غير ناضج في الوقت الحاضر يتمكن من معالجتها، مبينين أنَّ الخلافات والأزمات بين المركز والإقليم عادة ما يتم "ترحيلها" وليس "تصفيرها" للتخلص منها إلى الأبد.
الكاتب والباحث في الشأن السياسي، الدكتور قاسم بلشان التميمي، بيّن لـ"الصباح": أنَّ "أزمة الحكومة الاتحادية مع حكومة إقليم كردستان في الأساس هي أزمة عدم ثقة، وكذلك هي أزمة قائمة على تصور حزبي أو قومي بعيداً عن الأساس والمشترك والرابط الكبير ألا وهو العراق، فلو أنَّ بغداد وأربيل وضعتا نصب عينيهما العراق ومصلحته أولاً لتم تجاوز جميع الخلافات تقريباً" . وأضاف، "يوجد أيضاً عامل آخر يغذي دائماً استمرار الأزمة بين بغداد وأربيل، وهذا العامل متمثل بالتدخل الخارجي، فهناك أيادٍ خارحية تحاول وتعمل دائماً على زيادة التوتر وتوسيع الفجوة بين بغداد وأربيل"، وتابع: "أضف إلى ذلك فإنَّ تركة ماقبل عام 2003 تلقي هي الأخرى بظلالها على توتُّر العلاقات بين الطرفين، وبالتالي نحن أمام أزمة مُركّبة" .
وأشار إلى إمكانية حل الأزمة بين الطرفين وتجاوزها، متمثلاً "في جعل مصلحة العراق أولاً، والقناعة بأنَّ العراق للكل وليس مقتصراً على قومية أو دين أو أي مسميات أخرى، فإذا ماتم الوصول إلى هذه القناعة وهي قناعة مُلحّة ولابد منها؛ نعتقد أنه عند هذه اللحظة سوف تذوب جميع المشكلات بين بغداد وأربيل" .
بدوره، ذكر المحلل في الشأن السياسي الدولي، الدكتور حيدر سلمان، في حديث، لـ"الصباح": أنَّ "مجموعة من العوامل التي تدفع بالخلاف بين بغداد وأربيل، منها التركة التاريخية والعنصر القومي - الذي يستخدم كعباءة للاستمرار في الخلافات - والصراع على السلطة في بغداد الذي أضعفها كثيراً في مقابل ثبات أربيل وتولي السلطة هناك من قبل أشخاص محددين ما جعلها أقوى في هذه النقطة، ولكن مؤخراً تغيَّرت المعادلة وبدأت بعض الأسباب تضمحل، وذلك على أساس وجود خلاف كردي – كردي، وبالتالي فإنَّ من كان ينادي بالقومية لم يعد ينفعه ذلك، كما أنه في الفترة الماضية بدأت بغداد تلملم شتاتها وتحقق التقدم وذلك من خلال محاولتها المساواة بين جميع الأفراد العراقيين" .
ونوّه سلمان، بأنَّ "التركات التاريخية بين بغداد وأربيل فيها تداخلات دولية مناطقية جغرافية، وعلى هذا الأساس فإنَّ كردستان شبه مستقلة في القرار، وهذه الأزمات لن تجد طريقها للحل بقدر ما أنها ستتراكم، وبالتالي لا يمكن تسمية مثل هذه الخلافات خلافات سياسية أو خلافات حزبية كونها موجودة لكنها غير رئيسية بل عبارة عن خلافات متراكمة" .
تحرير: محمد الأنصاري