بغداد: رغد دحام
سجّلت البلاد خلال الأيام الماضية 3 حرائق تعد الأكبر منذ دخول العام 2023، إلا أنه وبحسب تقارير الجهات المختصة فإنَّ سبب هذه الحرائق "واحد" ويعود لسوء وهدر استخدام الطاقة الكهربائية، ما يؤدي إلى وقوع "تماس كهربائي" يتسبب بحدوث الحرائق، وقد بيّنت الأرقام الرسمية أنَّ هذا النوع يشكّل قرابة 48 بالمئة من الحرائق في العراق، وأنَّ زيادة الأحمال الكهربائية فوق طاقتها والهدر والإهمال تتسبب بوقوع حرائق "التماس الكهربائي" التي تحصد الأرواح والممتلكات دون رحمة.
المنسق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني، نؤاس صباح، أوضح في حديث لـ"الصباح"، أنه "سُجلت خلال الأيام الماضية 3 حرائق تعتبر ضخمة، وهي عبارة عن 3 مخازن في مناطق (بغداد الجديدة وباب المعظم والكرادة)، إذ أنه على الرغم من اختلاف محتويات المخازن؛ إلا أنَّ الحرائق كانت ضخمة وسببها الأساس التماس الكهربائي" .
وأشار إلى، أنَّ "أحد الحرائق التي حصلت فجر الجمعة الماضي، تسبب بوفاة أم وأطفالها الثلاثة اختناقاً بدخان الحريق الذي وقع نتيجة لزيادة الأحمال على الطاقة والتماس الكهربائي، مما تسبب بنشوب الحريق أثناء نوم العائلة، وبيّن أنَّ الحادث وقع بمنطقة القرنة في محافظة البصرة.
وفي تزامن غريب لحادث عائلة القرنة، أمس الجمعة، يستذكر المتابعون مأساة عائلة منطقة الموفقية في البصرة (أيضاً) في شهر تموز من العام الماضي 2022، حيث ذهبت (أم وثلاثة من أطفالها) ضحية لحادث حريق في منزلهم تسبب به (تماس كهربائي).
من جانبه، قال عضو لجنة الطاقة الكهربائية، هاتف الساعدي لـ"الصباح": إنَّ "منظومة الطاقة الكهربائية تعاني من مشكلات متراكمة ولفترة طويلة، حيث أكدنا خلال لقاء جمعنا بوزير الكهرباء على ضرورة تبني حملة واسعة للتعريف بضرورة تخفيف الأحمال على المنظومة وعدم إثقالها أكثر من طاقتها"، وتابع أنَّ "زيادة الأحمال على المنظومة تؤدي إلى إضعاف كبير بالتجهيز، حتى أنه يؤثر في العمل الأساسي
لها."
وبحسب إحصائيات مديرية الدفاع المدني، فإنَّ العام 2021 شهد وقوع أكثر من 31 ألف حريق على مستوى البلاد (عدا إقليم كردستان)، وتجاوز عدد حرائق العام الماضي ذلك الرقم، بمعنى وقوع 100 حريق في اليوم في المعدل، وتشكّل حرائق "التماس الكهربائي" ما نسبته 48 بالمئة من العدد الإجمالي للحرائق، حيث تتصدر العاصمة بغداد نسبة الحرائق تليها البصرة وكركوك ومن ثم باقي المحافظات.
تحرير: محمد الأنصاري