ترجمة: نجاح الجبيلي
دأبت جريدة الغارديان على وضع سلسلة بعنوان «غرف الكتاب» وفيها يتناول الكاتب وصفاً للغرفة الخاصة به ومحتوياتها والتي يمارس فيها الكتابة والقراءة والمراجعة. وقد أسهم في هذه السلسلة العديد من المؤلفين المعروفين قديماً وحديثاً.
والكاتب هنا أما يصف غرفته بنفسه أو أنّ كاتباً آخر يصف غرفة لكاتب قديم من خلال الاطلاع عليها في متحف أو بيت وغيرها.
وهي تجربة تطلعنا على المكان الذي تنضج على (حرارته أو برودته) الروايات والقصص والقصائد.
فكولم تويبن الروائي وكاتب القصة الإيرلندي الذي ولد عام 1955، وكانت من أهم رواياته «الجنوب - 1990، المنارة العائمة لسفينة المياه السود التي ترشحت لجائزة البوكر، المُعلم رواية متخيلة عن هنري جيمس»، والحائز عام 2006 على جائزة دبلن العالمية الأدبية، كما نالت روايته «نورا وبستر» على جائزة هوثورن، الساحر (رواية متخيلة عن توماس مان)، ونال جائزة ديفد كوهن عام 2021، تطل نافذة غرفته على ظهور المباني في وسط دبلن.
يقول: لقد شحنت طاولة العمل من شقة كنت أمتلكها في نيويورك عندما حصلت على زمالة في المكتبة العامة.
الكرسي فيها هو أحد أكثر الكراسي إزعاجًا على الإطلاق. بعد يوم عمل، يسبب ألمًا في أجزاء من الجسم لم تكن تعلم بوجودها. «يبقيني مستيقظا».
اللوحة الصغيرة في نهاية رف الموقد هي من «فاينغار هيل» المُطل على مدينة أنيسكورثي في مقاطعة وكس فورد، والتي يمكن أن نراها من المنزل الذي نشأت فيه. إنها بريشة والدتي التي ماتت قبل سبع سنوات. القناع الأفريقي الموجود بالقرب من الأرضية السفلى كان يملكه أخي الأصغر نيال، الذي توفي فجأة قبل عامين.
خلف القناع توجد صفحة مؤطرة عليها طبعة كبيرة من رواية سهرة فينيغان والتي كتبها جيمس جويس وكانت ملكاً له.أكتب بخط اليد في دفاتر الملاحظات باستخدام أقلام حبر سائل تستخدم لمرة واحدة، تغطي الجانب الأيمن فقط من دفتر الملاحظات للمسودة الأولى، ثم أعيد كتابة بعض الجمل والفقرات على الجانب الأيسر، ثم بعد فترة، أطبع المواد على معالج النصوص الموجود في الغرفة الأخرى.
في الوقت الحالي، لديّ الثلث الأول من رواية جديدة، وأول فصلين من رواية أخرى مع قصة جديدة، وكلها مكتوبة بخط اليد ومُعدَّلة، ولكن في انتظار تنضيدها. لم يطلّع أحد عليها. خط يدي، من دون أن ألاحظ ذلك، يشبه أحيانًا خط أبي، أو خط عمي، أو خط أمي. وبمجرد أن ألاحظ ذلك، أجعله يشبه خط يدي مرة أخرى.
الغرفة تشبه الكهف وفيها كتب أحبها. تم إغلاق الباب الرئيسي وبقيت فتحة صغيرة تحت الدرج. (وحدث كل ذلك بينما كنتُ راحلاً بعيداً). الأثاث مغلق، وجزء مني مغلق أيضًا، أو آمل أن يكون كذلك، على الرغم من أنني غالبًا ما كنت أقدم على محاولة للهروب. لقد تركتُ تعليمات مفادها أنني أود أن أُدفن هنا حينَ أموت أو قبل ذلك بقليل. الكهف مغلق بالحجر.