الرئيس الإيراني يرفض الحوار في ظل التهديد
قضايا عربية ودولية
2019/04/25
+A
-A
طهران / وكالات
في وقت تواصل فيه ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تحطيم كل المساعي لتهدئة علاقتها مع ايران، والسعي للهيمنة على العالم، واخضاعه بحسب تصريح الخارجية الروسية، وذلك بعد الغاء جميع الاعفاءات من العقوبات ابتداء من ايار المقبل، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني: إن التفاوض مع أميركا مذلة، لكنه ممكن في حال تم “رفع العقوبات والاحترام المتبادل”، مؤكدا أن طهران ستجعل واشنطن تندم، “وليس أمامنا خيار آخر غير المقاومة والصمود”.
وأشار روحاني إلى أن واشنطن “هزمت في جميع مؤامراتها ضد إيران وستهزم هذه المرة”، وتابع “نحن أهل للحرب وأهل للتفاوض، ونرفض الحوار في ظل التهديد”.
بدوره قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي: إن طهران ستصدر الكمية التي تريدها من النفط، ولن تستطيع واشنطن تركيعها.
وأضاف خامنئي، في تصريحات امس الأربعاء “بقدر الإرادة التي نمتلك نستطيع تصدير نفطنا، هم يتوهمون بخيالهم أنهم أغلقوا الطرق أمامنا”.
من جهته، شدد رئيس هيئة الأركان الإيرانية، محمد باقري، على أن الولايات المتحدة ستتلقى العقاب على عدائها لإيران في الوقت المناسب، وأضاف “إيران ستبقى صامدة، واقفة على قدميها، مهما كان حجم صادراتها من النفط”.
وقال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي: إن سعي واشنطن إلى تصفير صادرات النفط الإيراني لن يصل إلى نتيجة، مشيرا إلى أنه من الأفضل لإيران أن تقلل من اعتمادها على مبيعات النفط. وذكر خامنئي، في تصريح خلال استقبال جمع من العمال، وتعليقا على سعي واشنطن تصفير صادرات النفط الإيراني، “لن يصل سعيهم إلى نتيجة”، مضيفا “بقدر الإرادة التي نمتلك نستطيع تصدير نفطنا، هم يتوهمون بخيالهم انهم اغلقوا الطرق أمامنا”، مشيرا الى انه كلما قل اعتمادنا على مبيعات النفط، كلما كان أفضل لنا”.
موقف روسي
وبشأن الموقف الدولي من سياسة واشنطن أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن الولايات المتحدة، تحاول من خلال خروجها من خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، تحقيق طموحاتها الجيوسياسية، وأن موسكو تدعو جميع القوى العقلانية إلى ضمان استمرار عمل المعاهدة. وجاء في البيان: “في واشنطن لم يعودوا يخفون حقيقة أنهم يريدون إخضاع العالم بأسره لإرادتهم. وكذلك فان التهديد بالعقوبات الأميركية تحاول فيه واشنطن إجبار جميع الدول لوقف شراء النفط الإيراني اعتبارا من 2 من أيار المقبل. وأضاف البيان: “يجري ذلك من أجل حرمان إيران من عائدات التصدير وتقويض اقتصادها، لأن سياسة طهران المستقلة لم ترض الولايات المتحدة لفترة طويلة، بما في ذلك لأنها تمنع الأميركيين من الشعور بالقوة التامة في منطقة ذات أهمية ستراتيجية في الشرق الأوسط”.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية الى ان “من الواضح أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأً في اختيار الوسائل إذا ما قررت عن طريق الخنق الاقتصادي وضرب الظروف المعيشية للإيرانيين العاديين لجعل طهران مفاوضا مقبولا وعلى استعداد لأي صفقات بشروط أميركية “. “هذا الخط لا يضيف أيضا مكانة دولية للأميركيين يرى بقية العالم تماما أن سياسة واشنطن أصبحت عدوانية ومتهورة على نحو متزايد.”
وتابع البيان: “من جانبنا، نثني على قدرة إيران على التحمل، والتي لا تنجر وراء استفزازات الولايات المتحدة .
نحن نؤكد التزام روسيا المستمر بتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني . كما أشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تحاول زيادة الضغط الخارجي على إيران بحجة ادعاءات وهمية من أجل تغيير السلطة في دولة ذات سيادة. وقال: “على الرغم من التأكيد المنتظم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران تفي بدقة بجميع متطلبات خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا أن واشنطن تتهمها دون أساس من الصحة بوجود نوايا صاروخية نووية سرية”.
نقطة اللاعودة
اما عن موقف الصحافة فقد حذرت صحيفة واشنطن بوست من ان سياسة ترامب قد تجعل الامور اكثر تأزما .اذ قالت صحيفة “واشنطن بوست” في تحليل إخباري لها: إن الرئيس دونالد ترامب يريد دفع إيران إلى نقطة اللاعودة، وذلك بعد قرار انهاء الإعفاءات التي منحتها سابقاً لبعض الدول لتتمكن من استيراد النفط الإيراني وتجنب العقوبات الأميركية عليها.القرار الأخير، وفق الصحيفة، هيمن على أسواق الطاقة والكثير من الشركاء الأميركيين الرئيسين، والذين توقع الكثير منهم الحصول على تمديد إضافي للإعفاءات، حيث ارتفعت أسعار النفط عقب القرار الأميركي الأخير ووصلت إلى على أعلى مستوياتها خلال ستة أشهر. وتضيف الصحيفة إنه “بالنسبة لإدارة ترامب فإن هذه الخطوة هي الخطوة الأخيرة لمواجهة إيران، فبعد انسحاب أحادي لأميركا من صفقة النووي التي تم التوصل لها مع إيران، فرضت واشنطن سلسلة من العقوبات الشاملة على كبار المسؤولين الإيرانيين وقطاعات مختلفة من اقتصاد البلاد، كما تم إدراج الحرس الثوري الإيراني ذي النفوذ الواسع على لائحة الإرهاب، وهو عمل من شأنه أن يجعل من الصعب على الإدارات الأميركية المستقبلية إصلاح العلاقة مع الحكومة الإيرانية”. إلى الآن من غير الواضح تماماً إن كانت إدارة ترامب قد درست هذه العقوبات بعناية، بحسب ما تقول الصحيفة، فالولايات المتحدة ستعتمد على السعودية لتعويض النقص الحاصل في إنتاج النفط الإيراني وغيابه عن الأسواق، غير أن خبراء الطاقة حذروا من أن الأمر قد يكون أكثر صعوبة ممَّا يبدو، ومن ثم فإن ذلك سيؤدي إلى رفع أسعار الغاز بالنسبة للمواطن الأميركي العادي. تقول ساره فاخشوري، خبيرة النفط الإيرانية: “يمكن للسعوديين وأوبك وروسيا تغطية غياب النفط الإيراني عن السوق، ولكن ذلك سيكون على نطاق ضيق للغاية”، مشيرة إلى أن “الأسعار سوف ترتفع بشكل كبير حيث لن يكون هناك قدر كبير من الطاقة الفائضة المتبقية في السوق لأي انقطاع محتمل وبحسب الصحيفة فإن البيت الأبيض يرى أن تكتيكات الضغط ترفضها قوى إقليمية أخرى، فطهران تصدر نحو مليون برميل من النفط يومياً نصفها يذهب إلى الصين، بالإضافة إلى تركيا وكوريا الجنوبية والهند واليابان، كما أن جميع الشركاء التجاريين الرئيسين للولايات المتحدة غير راضين عن أساليب واشنطن
القسرية.
دعوة أميركية
في المقابل دعت الولايات المتحدة، السلطات الإيرانية إلى إبقاء مضيقي هرمز وباب المندب مفتوحين أمام حركة السفن.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: “ندعو إيران ودولا أخرى إلى احترام التدفق الحر لموارد الطاقة والبضائع وحرية الملاحة” في المضيقين.
ويوم الاثنين الماضي، هدد الأميرال علي رضا تنكسيري، قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني (المصنف “تنظيما إرهابيا” من قبل واشنطن)، بأن طهران ستغلق مضيق هرمز في حال منعت من استخدامه.وفي اليوم نفسه، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن أي خطوة من قبل إيران لإغلاق مضيق هرمز، ردا على انتهاء سريان الإعفاءات الأميركية من العقوبات المفروضة على شراء النفط الإيراني، ستكون غير
مقبولة.