مسلم غالب
تدرس السوسيولوجيا، الأدب، على أنّه ظاهرة اجتماعية، لا تختلف عن الظواهر الاجتماعية الأخرى في المجتمع. ومن هذا المنطلق، جاءت سوسيولوجيا الأدب. فهي عبارة عن دراسة العلاقة الجدليَّة بين المجتمع والأدب. على العكس من الاتجاهات النظرية والمنهجية الأخرى التي تهتم بالمضمون الأدبي بمعزل عن بيئته الاجتماعية، لا تركز النظرة السوسيولوجية للأدب على استقلاليته، بل تضع الانتاج الأدبي ضمن الانتاج الاجتماعي العام، وتسلط الضوء على جوانب قد تغيب عن الدراسات الأدبية المحضة. في هذا المقال المختصر نحاول التعرّف على الهواجس الفكريّة لسوسيولوجيا الأدب، من خلال التطرّق الى بعض الأسئلة المطروحة في هذا المجال.
ما هي العلاقة بين المجتمع والأدب؟، كيف تؤثر الطبقة الاجتماعية على الانتاج الأدبي؟، كيف يمكن للأدب أن يسهم في تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات والشعوب؟، ما هو الزيف الأدبي؟، وكيف تساعد دراسة هذه الظاهرة في فهم العلاقة بين الأدب، والمجتمع، والثقافة؟، كيف تؤثر الصراعات الاجتماعية، والسياسية، والدينية، على الأدب والتراث الثقافي؟ ماهو تأثير التغيرات الاجتماعية الكبرى مثل التطورات التكنولوجية والعولمة، على الأدب والشعر والمسرح.. الخ؟، ما هو تأثير الجنس والجنسانية على
الأدب؟.
هل يمكن أن يؤثر الأدب النسائي في تغيير العلاقات الاجتماعية بين الجنسين؟، ما هي العلاقة بين الأدب والسلطة؟، ما هو دور السياق الاجتماعي في تشكيل الأعمال الأدبية؟، هل يمكن للأدب أن يؤثر في تشكيل الواقع الاجتماعي؟، كيف يمكن للأدب أن يساعدنا في فهم فئات المجتمع وشرائحه؟، هل يمكن أن يكون الأدب المستند إلى الخيال، أداة فعالة للتغيير الاجتماعي والسياسي؟، ما هي العلاقة بين الأدب والايديولوجيا؟، ما هي العلاقة بين الأدب والتاريخ، وكيف يمكن أن يساعد الأدب على توثيق الأحداث التاريخيّة وفهمها بطريقة أفضل؟، هل الأدب الشعبي يمكن أن يعكس الشعور العام والتوجهات الاجتماعية والسياسية في المجتمع؟،.. كل هذه الأسئلة وغيرها، تشكل الهاجس المعرفي لهذا الحقل من حقول المعرفة العلمية، وتفتح آفاقاً في مجال دراسة الانتاجات الأدبية وتمهّد الطريق لمعرفة انجازاتها والتحديات التي قد تواجهها في مجتمعنا.
