جلباب الثورة وتأنق الدولة

آراء 2023/06/17
...

  حسين الذكر


بعد عقدين من الزمن في ظل تغيير الواقع السياسي العراقي، اثر احتلال عسكري وتغيير دموي شل البلاد والعباد وخرب البنية التحتية، التي لم تستطع النهوض منذ نيسان 2003 حتى اليوم.

صحيح حدثت تغيرات جوهرية على مستوى إدارة البلد من تغير آليات الحكم والعمل الشمولي إلى ما يمكن أن نسميه بمخرجات صناديق الانتخابات، التي مهما كانت شفافة وحققت من منجزات ونتائج تمثل رغبات شعبية على الصعيد الوطني، إلا أن آليات الحكم المرسومة، والتي ما زالت مفروضة على طريقة حكم المكونات، التي حددت معايير وامكانيات وحدود التغييرات.. لا يمكن أن تكون من وجهة نظر أحادية أو زاوية حادة.. إذ إن الممسك الأول والرئيس للفلتر، سيبقى هو العامل الدولي والإقليمي، وما يفرزه السطح من قوى وحراك داخلي متشعب متنوع لا يمكن أن يكون هامشيا مع إحالة عزله بالكامل، أو شل قدراته المتبلورة والمتحولة دوما حسب المقتضيات العامة، سواء كانت على شكل تجمعات أو منظمات مجتمع مدنيـ أو أي حراك جماهيري و شرائحي مطلبي يمتلك قوة التاثير على المشهد.

من هذه الزوايا وضعت سؤالا افتراضيا، حول ما اثير من تراشق ومطالب واهداف قريبة وبعيدة تنسجم مع رغبة ورؤية تجمع أو تكتل إرادة الدولة، التي افرزته الانتخابات والنتائج والاحداث الأخيرة، ما كان عفويا منه أو مدبرا بطريقة ما.. وهذا التكتل القائد للعملية السياسية الآن دخل ثاني اختبار حاد له بعد التصويت على الحكومة، التي شكلت مفاجئة على صعيد سرعة التشكيل والتمرير، ومن ثم جاءت الميزانية لتضع المتجمعون أمام امتحان آخر، بمعزل عما سيؤول اليه من نتائج على صعيد تقسيم أو إقرار الميزانية رقميا، التي لا يمكن لها أن تجري وفقا لمزاج أحادي. 

فقد ولى زمن التفرد في ظل نظام كل مؤشراته التنظيرية والتدبيرية والاستراتيجية. 

تشير إلى أنه يهرول نحو (الليبرلة والنظام الرأسمالي).. بعد عقود من فلك أسس النظام الاشتراكي وما مستلزماته على ارض المديان، وما يكتنفه من امراض وراثية أو افتراضية. 

مخرجات الميزانية توحي من وجهة نظر بعيدة النظر. 

أن المكونات والمحاصصة، وفقا للنظام الدولي القائم هي مترسخة وتسير بالاتجاه المرسوم لها وتمثل مخاض الخروج العملي من جلباب الثورة إلى التأنق بثوب الدولة، وما يعنيه ذلك الافتراض من تغيرات عديدة على صعيد الواقع والبنى الاجتماعية والفكرية العراقية.

التي مهما طال زمان التغير فيها، وان اتسعت رقعة الهدم الاجتماعي القائم. 

إلا أن الأفق المنظور وما بعده لا ينبي بتطورات حضارية جادة. 

وان كانت هناك تغيرات شكلية.